إلغاء مركزية الاختبارات الثانوية العامة التي طبقته وزارة التربية والتعليم هذا العام 1429ه فتح الباب أمام التعليم العالي لإعادة النظر في اختبارات الجامعات التي مازالت متمسكة بدرجة الاختبار وهي (60) درجة وتتوزع ل(40) درجة المتبقية على اختبارين شهريين أو بحث لكل اختبار (20) درجة. وزارة التربية والتعليم وزعت أساليب القياس على أكثر من اختبار ما بين الفصل الأول والفصل الثاني درجات لدى معلم المادة ودرجات على الاختبارات الشهرية ولا يبقى لما كان يسمى بالاختبار النهائي الذي ألغيت تسميته لأنه لم يكن نهائياً لم يتبق له إلا (30) درجة فكان من غير المقبول أن تعمل اختبارات مركزية على (30) درجة فقط .. كما أن الوزارة أخذت بقياس الجامعات عندما قررت أن تكون الثاني والثالث ثانوي مرحلة تراكمية يقسم مجموع النتائج على (2) ليحصل الطالب على معدل تراكمي حصيلة سنتين. كما أن الوزارة بدأت في برامج لمقررات كجزء من تطوير التعليم وهذا فيه تقارب لنظام التعليم العالي وسبق لوزارة التربية والتعليم أن طبقت مثل هذا النظام قبل أكثر من ربع قرن في أواخر التسعينات الهجرية من القرن الماضي وأواخر السبعينات الميلادية بما كان يعرف بنظام الثانوية الشاملة (المطورة) . إلغاء مركزية اختبارات الثانوية العامة ليس هو ابتداعاً أو تقليعة أو طفرة اختراعات بل جاء كسياق طبيعي وتلقائي بعد أن تم إقرار المعدل التراكمي في المرحلة الثانوية وتطوير لتعدد أساليب ومنهجية القياس والتقويم التي تنطلق من فلسفة الاختيار. إن اختبارات نهاية الفصل ليست هي المقياس الوحيد وإن الطالب يمكن قياس وتقويم مستواه بأكثر من وسيلة وطوال العام الدراسي وليس خلال ساعتي الاختبار والتي أطلق عليها الاختبارات النهائية.. وبالمقابل فإن الجامعات انتهجت وسائل قياس وتقويم للطلاب الجدد وفقاً لمقرراتها ومناهجها الدراسية لتصبح اختبارات الثانوية واحداً منها وليس الأساس فقد انتهجت قياس الاختبارات التحصيلية لفرز استيعاب الطالب في المقررات الدراسية خلال المرحلة الثانوية وأعطيت الدرجة من 40% وقياس مهارة نشاط وفطنة الطالب الذهنية من خلال اختبارات القدرات التي تشكل 30% من درجة القبول لتبقى شهادة الثانوية تمثل 30% من قبول الطالب. نحن أمام مرحلة تعليمية جديدة نتمنى من الجامعات أن تعيد النظر في وسائل وأساليب القياس التي مازالت تبقي الدرجة الكبرى لاختبار نهائي (60) درجة حيث لا تعطي للأستاذ الجامعي عضو هيئة التدريس دوراً في تقويم الطالب والتي يفترض أن تكون (20) درجة لا ترتبط بالحضور والغياب كما أنها لا تجبر الطالب على كتابة الأبحاث ويؤخذ دائماً بالخيار الأسهل وهو الاختبار التقليدي.