لعل خلفية معاليكم الأكاديمية والتخصصية وتوليكم العديد من المهام في مجال عمل الوزارة، تختصر علينا المسافات وتجعلنا ننطلق مباشرة نحو تطلعاتنا التي نأمل أن تحظى ببعض اهتمامكم وعنايتكم. فوزارتكم أمامها العديد من التحديات التنموية التي تتطلب جهداً مضاعفاً لمواجهة الاحتياجات المجتمعية المتزايدة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع السعودي. ومن أبرزها المشكلات التنموية التي تمس حاجات أفراد المجتمع السعودي لتحسين مستويات نوعية الحياة والإسهام في تحسين معدلات الدخل الفردي للمواطنين من ذوي الدخول المنخفضة من خلال البرامج الاجتماعية غير التقليدية. ولا يخفى على معاليكم أهمية التعاون بين الوزارة والأقسام العلمية المتخصصة التي تزخر بالعديد من الخبرات العلمية في القضايا والموضوعات التنموية، مبشرين معاليكم أن هناك العديد بل الكثير من أساتذة الجامعات ممن يحملون الهم الاجتماعي ولديهم الرغبة الصادقة في توظيف خبراتهم العلمية والبحثية والعملية في خدمة المجتمع ومعالجة قضاياه ومشاكله المختلفة عبر الوزارة وقطاعاتها المختلفة كباحثين ومستشارين ومنفذين. وإذا كان بعض زملاء المهنة قد سبقوني إلى التذكير بأهمية البحث العلمي والذي لا يخفى عليكم وأنتم من توليتم منصب "الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي". وأسهمتم مع زملائكم المتخصصين في التخفيف من معاناة الكثير من الأسر السعودية في كافة مناطق المملكة من خلال المشروعات التنموية في مجال الإسكان التنموي التي قدمتها المؤسسة. هذه المشروعات التي كان نجاحها مرهوناً ومتساوقاً مع نتائج البحث العلمي الذي قدم تصوراً نظرياً وعلمياً، وقدم مشروعاً تنموياً ونموذجياً تجاوز النجاحات التي حققتها بعض المشروعات المماثلة في دول أخرى كانت في السابق أطر نظرية سابقة اعتمد عليها المشروع في بداياته. وليس هذا مجالاً للإشادة أو التعريف بجهود المؤسسة، وإنما هو مثال أحببت من خلاله التأكيد على أهمية تبني وزارة الشؤون الاجتماعية لمشروعات بحثية تتناول بعض القضايا التنموية في المجتمع السعودي. فالوزارة بما لديها من امكانات مادية وبشرية اضافة إلى استعانتها بالباحثين المتخصصين من المؤسسات الأكاديمية يمكن أن تقدم دراسات متميزة تساعد في معالجة المشكلات والقضايا المختلفة التي تعوق تقدم المجتمع ونموه. وفي هذا الشأن استسمح معاليكم بتقديم مقترح لإنشاء مركز بحوث متكامل يعنى بالمشروعات البحثية والدراسات العلمية، ويمكن أن يكون قاعدة معلومات يقدم البيانات والإحصاءات التي يحتاجها الباحثون والمهتمون بالدراسات الاجتماعية، ومركزاً استراتيجياً تنطلق منه العديد من الرؤى والأفكار والمقترحات التي تطور العمل الاجتماعي في الوزارة. وختاماً فإننا نأمل بل ونتوقع أن تحقق الوزارة تحت ادارة معاليكم عملاً مميزاً وجهداً مثمراً يساعد في حل الكثير من المشكلات التنموية في المجتمع السعودي، ولا أملك في هذه العجالة إلا أن أتمنى لمعاليكم كل التوفيق والنجاح في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. *رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية