نظرة تفاؤلية للمستقبل، تسود المهتمين بالاستثمار في سوق الأسهم هذه الأيام، بعد استيعاب تداول سهم الإنماء، خلال الايام الماضية، وارتفاعه حتى الآن بنسبة 90% عن سعر اكتتابه، فالمخاوف من تأثير هذا الطرح وغيره من الاكتتابات الكبيرة، شكلت في الماضي أهم الأسلحة التي استخدمت للتخويف من دخول السوق والضغط عليه. ويبدو أن السوق قد اكتسب مناعة ضد مخاوف الاكتتابات، بعد انتهاء تداول الإنماء وارتفاعه، فالإحصائيات الرسمية تشير أن حجم الاكتتابات التي طرحت منذ بداية العام الحالي 2008م، وحتى نهاية شهر مايو الماضي،وصل الى 3.4مليار سهم، طرحت من قبل 15شركة، بقيمة 36.6مليار ريال. ومع سرعة الاكتتابات وتلاحقها تجاوزت السوق السعودية بورصة لندن لتصبح ثاني أنشط بورصة في العالم من حيث أنشطة الاكتتابات في الأشهر الخمسة الأولى من العام،حسب الإحصائيات التي نشرت في مطلع الأسبوع الماضي، وهو مؤشر واضح على اهتمام المستثمرين بالسوق وثقتهم بشركاتها، إضافة إلى حجم النمو في الاقتصاد السعودي،الذي سينعكس إيجابا على الربحية المستقبلية للشركات السعودية. وفي اعتقادي أن فترة الأشهر الخمسة الماضية التي مر بها السوق هي فترة تاريخية مهمة في مستقبله، ورسم ملامحه القادمة بصورة ايجابية، فتمكنه من استيعاب تلك الاكتتابات الكبيرة،وخلال فترة وجيزة يجب أن لا يمر مرور الكرام، فهو يعطي دليلاً على قوته،وضخامة السيولة المتوفرة لديه، والتي تم استخدام جزء منها بصورة صحيحة في طرح، وإنشاء الشركات الجديدة، وتوسيع أعمال الشركات القائمة. لقد عملت الاكتتابات في الأشهر الخمسة الماضية على تعميق سوق الأسهم، ووسعت الفرص الاستثمارية والقطاعات أمام المتعاملين، وأصبحت الخيارات أوسع أمامهم لاختيار شركاتهم، وبناء محافظهم الاستثمارية بصورة صحيحة، ووعي استثماري،وفي نفس الوقت تفرض عليهم الابتعاد عن العواطف في اختيار الأسهم، والابتعاد عن القواعد التي يطبقها البعض في تداولاتهم مثل قاعدة اشتر مضاربا ولا تشتري شركة، أو اشتر مضاربا ولا تشتري سهما استثماريا، حتى لا تتكرر تجاربنا المأساوية في العامين الماضيين.