نظم النادي الأدبي بحائل مؤخرا قراءة نقدية لمجموعة الأستاذ عبد الله باهيثم الشعرية "وقوفاً على الماء" أعدها الناقد الأدبي المعروف الأستاذ الدكتور عالي سرحان القرشي وأدار القراءة عضو مجلس إدارة النادي والمدير الإداري في النادي شتيوي بن عزام الغيثي الذي استعرض سيرة الناقد. وبدأ القرشي حديثه عن المجموعة، مؤكداً أن الوقوف على مسافة التشظي والالتئام يمثل مدخلا مناسبا لقراءة ديوان عبد الله باهيثم رحمه الله (وقوفا على الماء)، الصادر عن نادي حائل الأدبي؛ ذلك أن هذه المسافة خلقت مسافات قصيدة الديوان، على مستوى الرؤية، واللغة، والتشكيل، وكما قدمت في دراسات سابقة فإن هذه المسافة بقدر ما تمثل مظهرا وحركة في القصيدة الجديدة، فإنها تصلح أيضا أن تكون حركة لممارسة القراءة النقدية للنص ؛ حين تلتحم حركة الفعل النقدي مع حركة النص. ثم تناول نصوص الديوان وقال إنها قائمة على مساحة القلق والتشظي إن صح أن لهما مسافة، ومبحرة في إرادة الالتئام نحو أفق لا يكاد يستبين، لذلك كان البدء من قلق التشظي والالتئام إليه. وقال الدكتور عالي القرشي: في عناوين نصوص الديوان من مثل: السفر، سنة قادمة، العطش، سؤال، السؤال، حدس، الدم الأخير، نافذة، ديمه، تتوارد حالة الإقبال على مسافة غير متيقنة، يحدو إليها الأمل، والاستشراف، خروجا من القلق والضجر. أحيانا تكون المسافة الزمنية غير محددة من مثل: السفر، سؤال، حدس، وأحيانا محددة مثل: سنة قادمة، الدم الأخير، لكنه التحديد الذي يكتنز بالتبرم، واستعجال الزمن المر. وقال القرشي: لئن تشظى الشاعر عن واقعه، وفي إرادته فقد تشظى عن الآخرين الذين هم الأقربون بالنسبة له ؛ فقد تركهم، لكنه لم يتشظ عنهم إلا ليرتقي بهم، وعن اللغة في المجموعة نحن هنا أمام لغة تحمل التوتر فهي لغة (الخميمون)، لكنها تزف، وعلى الرغم ما في إشارة الزف من بشرى، إلا أن الملحمة تشير مع الاحتقان إلى توتر، إلى الدرجة التي تتوتر فيها دلالة (احتقان الظلام) فلا تكشف هل الاحتقان لتولي الظلام، أو تكثيفه، ومهما كان الأمر فذلك مقترن بالفعل البطولي الملحمة، وما يمثله من تضحية ومواجهة. وأضاف القرشي: ولم يكن تشظي الشاعر تشظيا مرضيا، بل كان تشظيا خلاقا للرؤية الشعرية، يكشف السوءة، وضرورة تعلق بالفعل الذي يخلق الالتئام، ففي هذه اللحظة التي أعلن فيها ما كان دائما يسبح فيه وهو التشظي، نرى عيونه وبصيرته لا يخفى عليها نوافذ للفعل، فخوض الناس في العربات، وإمكان ركضهم في الشارع، كلها إمكانات خروج من حال الكساد، والفساد التي أعلن عنها التشظي ؛ لكن ذلك لم يتحقق بسبب غائلة الهزيمة والانكسار، وعلى الرغم من أن الشارع في آخر المحصلة، هو جزء من هذا الخراب، إلا أن الشاعر يجعل له ركضا، واختيارا، وافتراقا، التئاما مع حال الفعل المنشود الذي يتغنى به. بعد ذلك بدأت المداخلات التي كان أولها لعبدالرحمن الرشيدي أكد فيها أن الفكرة في نصوص باهيثم برزت على حساب العاطفة وتساءل حول أن بعد العاطفة ساهم في إبعاد الشاعر عن متلقي نصوصه. ورئيس النادي طالب محمد الحمد بالتفريق بين الفضاء البصري والتشكيل البصري مؤكداً وجود التداخل بينهما في القراءة التي قدمها القرشي، وطرح عضو مجلس الإدارة سعود الجراد تساؤلاً اتفق معه القرشي فيه حول عدم إخلاص باهيثم لتجربته الشعرية، وطالب ناصر المديني بتوجيه الشاعر نصوصه للعامة وألا يوجهها للنخبة المثقفة التي حددها ب10% من المجتمع، وتساءل عضو مجلس إدارة النادي عمر الفوزان عما إذا كان الشاعر لديه صراع مع الذات أم أنه يعيش حالة تمرد في نصوصه، وطرح مفرح الرشيدي سؤالاً مباشراً حول مستوى المجموعة فنياً ملمحاً لناد أدبي انتقد المجموعة ليؤكد الدكتور القرشي أن نصوص باهيثم توازي نصوص قامات شعرية كبيرة في الإبداع مؤكدا احترامه للآراء الأخرى.