حييت يا غربة الأشباح حين تقيم الأرواح، ومرحباً بانتقال الأبدان في بقاء حب الأوطان، اني أرى وجهك ياغربة ناضراً وهو شاحب، وساراً وهو كئيب،. وآمناً وهو مخيف، أما علمت يا غربة أن عذابك عندي عذب سائغ!! وتعبك راحة منعشة!! ووحدتك جماعة متميزة!! وجوعك شبع لذيذ!! وظمأك ري سلسل!! ونقصك زيادة وافية!! ها أنت يا غربة عند بعض الناس ممن هزلت همتهم، وأجدبت أرض عزائمهم، غول يغتال النفوس، ومهلكة فيها العذاب يدور ويجوس، وما علموا أن خلف رمالك الممتدة القاحلة، واحة النجاح المختبأة، ورابية النصر المتطلعة، فكأنك يا غربة تورين بمعنى وتأتين بمعنى آخر، وتقبلين بجسم غليظ كالح، وفي داخله روح لطيفة، ناعمة تسكن في ذرى العز، وتطير في سماء البهجة، فها أنا قد سبرت يا غربة غورك، وعرفت جورك، فسأفضحك بين الملأ ليقتحموك بمهمتهم العارمة، وسأنشر خبرك ليهاجموك بعزائمهم الصارمة، لكي ينفذوا من وراء حصونك الوهمية الواهية، إلى جناتك الحقيقية، وإلى شوامخك العظيمة الجسيمة، وإلى بساتينك ذات البهاء والرواء والصفاء والنقاء. أقسمت أن أوردها حرة أصافح المجد بعزم الصباح اما فتى نال المنى فاشتفى أو فارس زار الردى فاستراح