في خطوة تمس المواطنين الفلسطينيين في مصدر رزقهم، قررت سلطات الاحتلال اقتلاع مئات اشجار الزيتون المعمرة من اراضي بلعين تمهيدا لاقامة مقطع من جدارها العنصري التوسعي، الامر الذي اعلن فيه الاهالي عزمهم على مقاومته بكل السبل المتاحة. وحسب القرار الصادر عن قيادة جيش الاحتلال فقد تقرر خلع نحو 440شجرة زيتون واعادة زراعتها في مناطق قريبة، لابعادها عن مسار الجدار الذي تعتزم "اسرائيل" اقامته في اراضي القرية(غرب رام الله)، بذريعة "التقليل من الخسائر التي قد تلحق بالمواطنين" على حد زعم سلطات الاحتلال. وقد عبر اهالي قرية بلعين عن استغرابهم من هذه الاكاذيب والمبررات الاسرائيلية، وأكدوا ان أي نقل لاشجار معمرة في هذا الجو القائظ سيؤدي الى موتها، كما سيحرم اصحابها من انتاجها لسنوات طويلة اذا ما نجحت اعادة زراعة البعض. وفي قرية بلعين القريبة والتي شهدت اراضيها على مدار السنوات الماضية ملحمة شعبية في التصدي لاقامة الجدار العنصري على اراضيهم، نظم أمس مؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية، بحضور وفود دولية رفيعة ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض وحشد من المسؤولين الفلسطينيين. على صعيد آخر، قالت مصادر فلسطينية أمس ان مصر أبلغت حركة "حماس" بأنها ستنقل الرد الإسرائيلي النهائي على مقترح التهدئة في قطاع غزة بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت من واشنطن. وقال القيادي في "حماس" محمود الزهار في تصريحات صحافية ان: "مصر أبلغته أن الرد الإسرائيلي على مجموعة الأسئلة والاستفسارات التي قدمتها الحركة بشأن التهدئة ستتلقاها مصر عقب عودة أولمرت". وقال الزهار نقلاً عن مسؤول أمني مصري رفيع المستوى إن مصر طلبت من الإسرائيليين الرد بإيجابية وبأقصى سرعة على الرؤية المصرية للتهدئة والاستفسارات التي طلبتها "حماس" حتى لا تتعقد الأمور وتعود الأمور مرة أخرى إلى نقطة الصفر. من جهة أخرى، أعرب مصدر أمني مصري رفيع المستوى عن أمله أن تشهد الفترة القادمة انفراجاً في الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ضوء الاتصالات المكثفة التي قام بها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ولقاءاته بالطرفين، وصولاً إلى فتح المعابر ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتبادل الأسرى. وأوضح المصدر ان اللواء سليمان أبلغ وفد "حماس" خلال اجتماعهما الأسبوع الماضي بالقاهرة أن إسرائيل وعدت بفتح المعابر بعد ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار بعد التأكد من الالتزام التام من كل الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، وأن الحصار سيتم رفعه تدريجياً، وأنه لا يتوجب أن نتصلب بالمواقف. وقال المصدر: "ان سليمان أبلغ وفد "حماس" ان الإسرائيليين وافقوا على وقف إطلاق النار مقابل وقف إطلاق الصواريخ والهجمات مع رفع الحصار بشكل تدريجي وإدخال كافة المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون عدا الألمنيوم والحديد اللذين يجرى استخدامها في تصنيع الأسلحة" - كما يزعم المحتلون الصهاينة -. وأشار إلى أن الإسرائيليين طلبوا الحصول على تعهد يقضي بوقف تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية، وعدم تنمية قدراتهم العسكرية، غير أن وفد "حماس" رفض هذا الشرط، معتبراً أن الموافقة عليه يعني إقراراً بأن حماس تمارس التهريب.