لوحت شركات منتجات عشبية تم التحذير منها الشهر الماضي على لسان الهيئة العامة للغذاء والدواء بدعوى سمية منتجاتها التي يتم تسويقها على نطاق واسع في السوق السعودية، بمقاضاة الجهات المنفذة لعملية سحب منتجاتها من الأسواق. ويأتي هذا في أعقاب إعلان الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تداول 45مستحضراً عشبياً ساماً في محلات العطارة في اسواق الرياض الشهر الماضي. وقال عماد الشيخ مالك مؤسسة ألوان الطيف للخدمات التسويقية وصاحب منتج "الغذاء الطبيعي"، أن أي تحرك ضد منتجاتنا سيعني مقاضاة الجهات المنفذة لأن منتجاتنا خالية من السموم ومرخصة من عدة دول عربية. لكن الهيئة العامة تمسكت بموقفها من سمية هذه المنتجات، وجددت تحذيراتها من المنتج، وأكدت أن نسبة الزئبق السام في منتج "الغذاء الطبيعي" في العينات التي تم تحليلها تجاوزت 1000% عن الحد المسموح به في بعض الدول. وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء قد حذرت من تداول 45مستحضرا عشبيا تحوي مركبات ممنوعة ومجهولة التركيب تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة جراء تناولها، وأبلغت الجهات الرقابية في البلاد (البلديات، التجارة، الجمارك) حينها بسحب الكميات الضارة من محلات العطارة في الأسواق المحلية. وحذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء من مغبة الانجراف وراء الادعاءات الطبية المضللة التي تسوق لها تلك المحلات، وأكدت أن معظم المستحضرات العشبية التي يتم التسويق لها ضارة صحيا وربما تؤدي للوفاة. وقال عماد الشيخ المالك لمؤسسة ألوان الطيف للخدمات التسويقية وصاحب منتج "الغذاء الطبيعي" إن منتجه خضع لفحوصات في عدة مختبرات محلية ودولية ولم يتضرر منه المستهلكون على مدى سبع سنوات، وإن هيئة الغذاء والدواء أقحمت اسم المنتج وغير قادرة على إثبات ادعائها، وان ما تم نشره لا يستند إلى دليل. واستند الشيخ إلى تحاليل مخبرية لمنتجاته صادرة من المختبر المركزي للأدوية والأغذية الخاص بوزارة الصحة في الرياض أكدت احتواء منتجاته على الحدود الآمنة من العناصر السامة. ولفت الشيخ إلى حصول منتجاته على شهادة صلاحية تصدير للمواد الغذائية الخاصة بوزارة التجارة والصناعة تفيد ان منتجه "الغذاء الطبيعي" خاضع للفحص المخبري ومطابق وصالح للاستهلاك الآدمي، وأبرز الشيخ عدة مصادقات حاصلة عليها منتجاته من السودان وليبيا وسلطنة عمان. وحذر صاحب منتج "الغذاء الطبيعي" الجهات المنفذة من سحب منتجاته من الأسواق المحلية، معتبرا منتجاته سليمة وتصدر إلى خارج البلاد ويتم تسويقها على نطاق واسع ولم يشتكي منها المستهلكون على مدى 7سنوات. وهنا أكد ل"الرياض" الدكتور صالح باوزير نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء لشئون الدواء إن النتائج التي أظهرتها الاختبارات التي شملتها الدراسة على عينتين من التركيبة العشبية الخاصة بمنتج "الغذاء الطبيعي" أظهرت احتواء العينات على معدلات عالية من معدن الزئبق ( 2.38و 1.617جزء من المليون) تفوق المسموح به في عدد من دول العالم. وقال باوزير "توصي الجهات الرقابية في كندا إلى عدم تجاوز كمية الزئبق 0.2جزء من المليون في الأدوية والمنتجات العشبية، بينما توصي الجهات الرقابية في كل من ماليزيا وسنغافورة والصين بعدم تجاوز كمية الزئبق 0.5جزء من المليون، كما أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية تشترط أن لا تتجاوز كمية الزئبق في مستحضرات التجميل (كمثال على الخطورة التي تمثلها هذه المادة وهي التي تستعمل خارج الجسم) جزء واحد من المليون، وعليه فإن نسبة زيادة كمية الزئبق في التركيبة عن المعدل المسموح به في ماليزيا والصين وسنغافورة تفوق 400% في العينة الأولى و300% في العينة الأخرى، ونسبتها بناء على الحد الأقصى في كندا هي أكثر من 1000% و800% على التوالي". وأضاف "على افتراض أن التركيبة العشبية المسماة بالغذاء الطبيعي تعتبر غذاء كما يشير اسمها ،فإنه هناك أيضا مواصفات تحدد نسبة الزئبق فيه كما ورد في المواصفات القياسية السعودية لبعض الأغذية إلى وجوب عدم زيادة نسبة الزئبق عن 0.5جزء من المليون، أما إذا افترض أن المستحضر المذكور هو مادة دوائية حسب إدعاءاته فإنه يجب أن لا يحتوي على هذه المادة السامة كما انه يخضع لإجراءات تسجيل الأدوية والمستحضرات العشبية في المملكة ولا يسمح بتداوله في الأسواق دون تسجيل".