يقدر بأن أكثر من 500.000امرأة حامل في الولاياتالمتحدةالامريكية سنوياً يتم تشخيصهن بأمراض نفسية تحدث اما قبل الحمل او أثناء فترة الحمل، كما يقدر بأن ثلث النساء الحوامل يستخدمن ادوية نفسية خلال مرحلة ما من الحمل. ان استخدام عقاقير العلاج النفسي تحمل اهمية بالغة للاطباء والمرضى بسبب الخطورة المتوقعة للعيوب الخلقية للاجنة وخطورة المرض أثناء الحمل وكذلك السموم التي يتعرض لها المواليد من هذة العقاقير بالإضافة الى التصرفات غير الطبيعية التي قد تحدث للامهات بعد الولادة. ان النصح بإيقاف الأدوية النفسية أثناء الحمل والرضاعة لتفادي خطورة هذه العقاقير على الأجنة والمواليد الرضع يتعارض مع خطورة استفحال المرض لدى الامهات المرضى. ان الاعتلالات النفسية للامهات الحوامل إذا لم تعالج مطلقاً او لم تعالج بكفاءة جيدة ينتج عنه ضعف الاستجابة لمتابعة الحمل بصورة جيدة وتغذية سيئة والتعرض لعلاجات اخرى او استخدام علاج الاعشاب وتضعف رابطة الامومة وتحدث اضطرابات عائلية. إن جميع العقاقير النفسية دون استثاء التي تستخدمها الامهات تخترق المشيمة وتصل للسائل الامنيوسي والجنين وكذلك تصل لحليب الأم. إن معرفة تاريخ الحمل بدقة مهم جداً لاتخاد قرار استخدام هذة العقاقير لان خطورة استخدامها القصوى تحدث في مرحلة تكوين الجنين المضغية والبدائية اي بين الاسبوع الثالث والثامن من الحمل. تصنيف الخطورة ولأهمية هذه المشكلة فقد اصدرت منظمة الدواء والغذاء برنامج لتصنيف خطورة هذه العقاقير على الاجنة والمواليد اثناء الرضاعة الطبيعية. وانشئت مصادر الكترونية للتعريف بأضرار العقاقير النفسية اثناء الحمل والرضاعةعلى مواقع الانترنت مثل www.reportox.org وhttp://depts.washington.edu/terisweb. يجب قبل حدوث الحمل ان تتم استشارة جماعية بين طبيب التوليد وطبيب الامراض النفسية والمريضة النفسية بالاضافة لطبيب الاطفال بشأن الحمل وتقديم الرعاية الطبية المناسبة لمثل هذه الحالات وتفادي المخاطر المتوقعة بإرادة الله تعالى. ان استخدام دواء واحد بجرعة عالية لعلاج الامراض النفسية افضل بكثير من استخدام مجموعة ادوية. كما ان تغيير الادوية يزيد من تعرض الاجنة والمواليد لمخاطر هذه العقاقير بشكل أكبر. كما ان اختيار الدواء لتقليل المخاطر يعتمد على كفاءة الدواء ومعرفة سابقة لاستخدامه أثناء الحمل ودرجة الامان على الاجنة والمواليد. الكآبة Major Depression تقدر نسبة حدوث الكآبة للبالغين في الولاياتالمتحدة ب 17% والنساء يتعرضن للكآبة بمقدار ضعفين ما يتعرض له الرجال وأكثر النساء يتعرضن للكآبة ما بين سن 25و 44عاماً. واعراض الكآبة تتضمن الاحباط ومزاجاً مضطرباً وعدم الرغبة بالاستمتاع بالحياة ونقصاً او زيادة في الوزن وتحدث تغيرات في الشهية واضطراب في النوم. كما يقل النشاط ويحدث شعور بالذنب والاحتقار وفي الحالات الشديدة جداً تحدث افكار الانتحار. ويقدر بأن ما بين 10- 16% من الحوامل لديهن اعراض مرضية تتوافق مع تشخيص الكآبة. وان حوالي 70% من الحوامل لديهن بعض اعراض الكآبة. تتداخل اعراض الكآبة مع اعراض الحمل. ويقدر بأن حوالي 60% من النساء اللواتي يستخدمن مضادات الكآبة قبل الحمل وهن في حالات مستقرة يحدث لديهن مرض الاكتئاب أثناء الحمل. كآبة ما بعد الولادة وهي نمط خطير من انواع الكآبة تحدث خلال فترة اربعة الى ستة اسابيع من بعد الولادة والعديد من حالات كآبة بعد الولادة يحدث لديهن كآبة أثناء الحمل قد تكون غير واضحة. إن عدم علاج الكآبة أثناء الحمل يسبب العديد من المضاعفات على الحمل وتزداد مخاطر الولادات المبكرة قبل النضج وضعف نمو الجنين ونقص وزن الجنين ومضاعفات بعد الولادة. وتزداد هذه المضاعفات اذا حدثت الكآبة في نهاية الثلث الثاني وبداية الثلث الثالث من الحمل. ان مواليد الامهات اللواتي لم يتم علاجهن من الكآبة يكون بكاؤهن كثيراً ويصعب مراقبتهم كما ان الامهات يعانين من زيادة التوتر ونقص الدعم الاجتماعي ونقص في زيادة الوزن أثناء الحمل ويستخدمن التبغ وكل هذه لها تأثير سلبي على المواليد، كما ان هؤلاء الاطفال يكونون عرضة لسلوك الانتحار في مستقبل حياتهم وتحدث لديهم مشاكل اجتماعية وعدم استقرار عاطفي وفي الغالب يحتاجون لعناية نفسية. اضطراب ثنائي الاقطاب النفسي Bipolar disorder كان يعرف في السابق باضطراب العظمة والكآبة المزدوج ويحدث بنسبة 3.9% الى 6.4% في امريكا ويؤثر بنسبة متساوية بين النساء والرجال. وتتميز بفترة محددة وثابتة من الانتعاش او اضطراب المزاج وفترة محددة اخرى من المزاج المحبط وعدم الرغبة بالاستمتاع بالحياة ويكون النساء اكثر من الرجال بالمرور بمرحلة الاحباط في اضطراب ثنائي الاقطاب النفسي ويحدث هذا الاضطراب في الغالب في الفتيات دون سن العشرين عاماً او في بداية العشرينات من العمر. اما نسبة عودة المرض بعد الولادة فتكون مرتفعة وتتراوح مابين 32% الى 67%. واوضحت احدى الدراسات ان هذة الاضطرابات تتحسن مع الحمل ولكن كانت الحالات في هذة الدراسة بسيطة. ويظهر ان معظم الحالات اثناء الحمل تتميز بمرحلة الاحباط والكآبة وليس الانتعاش والبهجة واذا حدثت هذه المشكلة في حمل سابق فإن نسبة تكرارها تكون عالية وتكون نسبة حدوثها بعد الولادة عالية تصل الى 46%.