حذر الرئيس الجديد لمجلس الشورى الايراني علي لاريجاني من ان ايران قد تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي. واتهم لاريجاني الوكالة ب"التآمر" مع القوى الكبرى، بعد اصدارها تقريرا اشارت فيه الى رفض طهران تقديم معلومات بشأن شق عسكري قد يكون يخفيه برنامجها النووي. وقال لاريجاني في خطاب القاه في المجلس وبثته الاذاعة ان "البرلمان لن يسمح بمثل هذا الخداع واذا استمرت (وكالة الطاقة الذرية والدول الكبرى) في هذا النهج، فسوف يتدخل في الملف ويحدد خطا جديدا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكان لاريجاني الذي انتخب على رأس مجلس الشورى، مكلفا حتى الخريف الماضي المفاوضات مع الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني. واتهم وكالة الطاقة بادراج بنود "ملتبسة" في تقريرها الذي يشير الى كم من الوثائق قدمت بعضها دول ثالثة وتتحدث عن "شق عسكري محتمل" في البرنامج الايراني. وقال لاريجاني "ان موقف الوكالة هذا مؤسف" داعيا اياها الى "تفادي الخوض في مناورات دبلوماسية مشبوهة مع مجموعة الخمس زائد واحدة". وتسعى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين والولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا منذ سنتين لحمل ايران على تعليق تخصيب اليورانيوم. من جهة أخرى، عبرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عن قلق كبير ازاء رفض ايران الاجابة على استفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الطابع العسكري لبرنامجها النووي كما ورد في التقرير الاخير للوكالة الاممية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في تصريح صحافي "انه لمن المثير جدا للقلق ان ترفض الحكومة الايرانية الرد على اسئلة حول ما كان عليه تورط عسكريين" في ابحاث عن البرنامج النووي الايراني. وقال محذرا "سنرى ما هي الخطوات الدبلوماسية المقبلة التي ستنتج عن ذلك". وقد هددت الولاياتالمتحدة بانها ستواصل فرض عقوبات احادية الجانب على ايران طالما انها لم تتراجع عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ولفتت فرنسا الى ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير "يؤكد المخاوف" من امكانية استخدام البرنامج النووي الايراني لصنع السلاح النووي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني "نلاحظ انه على اساس معلومات اعتبرت (محددة ومتجانسة عامة)، يورد التقرير بالتفصيل انشطة تدل على بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الايراني". واضافت ان "هذه المعلومات تؤكد مخاوف المجتمع الدولي باستنادها الى عناصر محددة وملموسة"، مشددة على ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفتها ب"المقلقة للغاية". واوضحت اندرياني ايضا ان هذا التقرير يشير الى "تقدم كمي ونوعي جديد في مجال تخصيب" اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم لاهداف مدنية وعسكرية في الوقت نفسه والذي طلب المجتمع الدولي من طهران تعليقه بلا جدوى. ويستند تقرير الوكالة الذرية بشكل خاص الى معلومات اميركية تتعلق بتعديلات اجريت على رأس صاروخ ايراني من نوع شهاب- 3بشكل يتيح تزويده بشحنة نووية. ويبدو ان ابحاثا سابقة اجريت بشأن هذه التعديلات تم التخلي عنها على الارجح حسب اجهزة الاستخبارات الاميركية. وتفيد المعلومات الاميركية ايضا عن اجراء تجارب على انظمة تفجير يمكن ان تستخدم في تفجير شحنة نووية.