يعتبر التقاعد أحد أهم الظواهر الرئيسية في حياة الأفراد ومن أهم الروابط بين الفرد والمجتمع وانقطاع هذه الروابط يعني انقطاع العلاقة بين الفرد والمجتمع لذا أصبح مفهوم التقاعد يشكل هاجساً كبيراً لدى الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات لأنه يحمل معنى نفس الجملة المركبة (مت قاعد) أمن المعقول ان تموت انت وحماسك ونشاطك وعملك ويتم الاستغناء عنك وعن خدماتك ومن جميع مجالات التنمية في المجتمع علماً بأن المتقاعدين من الجنسين هم جزء جوهري من نسيج هذا المجتمع لذا أصبحت مشاركة المرأة المتقاعدة في العملية الإنتاجية للدولة مسألة تنموية بالدرجة الأولى يجب النظر إليها بعين الاهتمام والرعاية خاصة وان سن الأربعين هو سن النضج والكمال والعطاء بدليل ان الرسالة السماوية لم تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم إلاّ وهو في سن الأربعين، كما ان المتغيرات الصحية التي حصلت في هذا العصر قلبت المفاهيم وجعلت سن الستين هو سن النضج والكمال العطاء والخبرة والحكمة وليس هو سن انتهاء الصلاحيات وفق نظرات المجتمع السلبية السابقة. لماذا؟ لأننا نعيش عصر العولمة الالكترونية التي ليست للعضلات والقوة بها دور كبير وإنما أصبحت الآلة هي عماد العملية الإنتاجية وبسبب للظروف الاقتصادية والاجتماعية وانتشار التعليم والتقدم الصحي الذي ساهم إلى حد كبير في ارتفاع معدل عمر الإنسان. وما الرحلة التي قام بها الرائد (جون جلين) الغربي للفضاء الخارجي وهو في السابعة والسبعين من عمره والتي حاول فيها معرفة بعض أسرار الشيخوخة إلاّ تحد ورد اعتبار للشيخوخة. وفي اليابان هناك طلبات متزايدة على من يسمون بالعمال "من ذوي الشعر الفضي" فوق الستين عام. وفي ألمانيا يعود المتقاعدون إلى الجامعات من جديد بعد سن الستين وإنني لا أبالغ ان قلت بأن هذه النهضة التي نراها أمامنا وفي جميع المجالات والميادين ما هي إلاّ من صنع هؤلاء المتقاعدين وقد قامت على أكتفاهم ويعتبر تهميشهم واغفال هذه الثروة المتراكمة التي خسرت عليها الدولة نوعاً من الهدر البشري والمادي والمعرفي في تنمية اقتصاد الدولة، لا بل هو الهدر بعينه. ان أهم تطلعات الجمعية هي: - ان يصبح لها كيان ومقر خاص بها تمارس فيه أنشطتها ويكون هذا المقر عبارة عن ناد أو مركز ترفيهي تثقيفي صحي يجتمع فيه المتقاعدون مع رفقاء السن والخبرة لتبادل الأفكار والآراء ومناقشة المتطلبات والاحتياجات الخاصة بهم أسوة بالنادي العسكري أو بمركز الأمير سلمان الاجتماعي. - ان يتم إصدار بطاقة التأمين الصحي المجاني لهم وفي جميع المستشفيات الخاصة والعامة بالمملكة كمستشفى قوى الأمن أو المستشفى العسكري وغيرها أسوة بالدول المتقدمة. - تسهيل مهمة المرأة المتقاعدة بالذات لمزاولة أي نشاط اقتصادي أو تجاري دون الشروط المعقدة التي تفرض على سيدات الأعمال السعوديات حالياً. - اشراك المتقاعدات في الدعوات الرسمية وفي جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية أسوة بالمتقاعدين وتقديراً لما قدمنه في الماضي وحتى لا يكون التقدير للكرسي فقط أو لمجرد المنصب. - إصدار البطاقة التعريفية للمتقاعدات أسوة بالمتقاعدين من الرجال من قبل المؤسسة العامة للتقاعد، حيث حصل الرجال على عدد 37.803بطاقات من المؤسسة هذا في عام 1428ه ولا أعرف كم وصل العدد الآن بدون استفادة أي متقاعدة من النساء منها. - حل اشكال التعريف بالمتقاعدة والختم الرسمي الذي تطالب به جميع المؤسسات الخدمية لتقديم الخدمات الخاصة لهن. وفي الختام أتقدم نيابة عن جميع المتقاعدات بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على اللفتة الكريمة التي حاكها يحفظه الله بكل عطف ومحبة بسؤاله عن المتقاعدات.. فقد سجل له التاريخ تلك الكلمات الرائعة والتي فاقت بجمالها كل سمات الوصف.. إنها كلمات المحبة والعطف أخرجها رجل العهد في أمسية الوفاء، فأشعرت المرأة المتقاعدة بأنها محط اهتمامه يحفظه الله وجميع ولاة الأمر وليست منسية وقد وصلت كلماته لقلوب جميع المتقاعدات فمسحت رسمة الحزن عن الوجوه وحلت مكانها نظرة التفاؤل. فتحية لحكومتنا الرشيدة التي أولت المرأة هذا الاهتمام حتى بعد تقاعدها والشكر موصول للرئيس الفخري للجمعية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله ووفقه. @ رئيسة اللجنة النسائية العامة لشؤون المرأة بالجمعية الوطنية للمتقاعدين