في المقال التالي نستكمل الحديث عن أهمية بيع السلم حيث يمكن استخدام عقد السلم في تمويل النشاط الزراعي والصناعي والتجاري، وفي تمويل الحرفيين والزراعيين والصناعيين وذلك بشراء السلعة سلما وإعادة تسويقها بأسعار مجزية، وهو نوع من البيوع متعارف عليه في بيع المنتجات الزراعية والصناعية والتجارية يتم بموجبها تعجيل دفع الثمن وتقديمه نقدا إلى البائع الذي يلتزم بتسليم بضاعة مضبوطة بصفات محددة في اجل معلوم، ويقوم المصرف بشراء الإنتاج من الحرفين وتوفير السيولة النقدية لهم ثم بيع الناتج بعد الاستلام وكذلك الاستعانة بالسلم في التجارة والصناعة والتمويل للتجارة الخارجية، ولكي يكون القارئ على معرفة بهذا النوع من المنتجات الإسلامية نقدم له هذه النبذة الموجزة عن تعريف (بيع السلم) وأركانه وشروطه. تعريفه السلم: لغة: (السلف) ويطلق على الاستسلام. وشرعا: (بيع آجل بعاجل) أو هو "بيع يتقدم فيه رأس المال (الثمن) ويتأخر المثمن (المبيع) لأجَل" أو "بيع موصوف في الذمة" أو أن يسلف عوضاً حاضراً في عوض موصوف في الذمة إلى أجل أركان بيع السلم. 1- المسلم هو المشتري: 2- المسلم اليه - هو البائع، 3- المسلم فيه - هو المبيع 4- رأس مال السلم - هو الثمن المقبوض في المجلس. شروط بيع السلم: 1- ان يكون المسلم فيه مضبوط الصفات التي يختلف الثمن باختلافها مثل الأدوية والحديد والسيارات. 2- ان ينص العقد على صفات المسلم التي يختلف الثمن باختلافها كالجنس والنوع مثل التمر هل هو جيد أو ردئ. 3- ان يذكر مقدار المسلم وذلك بذكر وزنه ان كان يباع بالوزن. 4- ان يكون المسلم فيه مؤجلا إلى اجل. 5- ان يكون المسلم فيه مما يغلب على الظن وجوده في الأسواق عند حلول الأجل فمثلاً لايطلب تسليم الرطب في الشتاء وهو عادة لا يوجد إلا في الصيف. 6- تسليم الثمن في محل العقد فان تفرق المتعاقدان قبل قبض الثمن لم يصح السلم. 7- ان يكون المسلم فيه موصوفا في الذمة فلا يصح ان يكون شيئا معينا. ويحقق بيع السلم مصلحة كل من البائع وهو المسلم اليه حيث ويحصل عاجلا على المال مقابل التزامه بالوفاء بالمسلم مستفيدا بتغطية حاجته المالية سواء كانت تخصه أو كانت تخص نشاطه الإنتاجي، وكذلك يحصل المشتري وهو المصرف الإسلامي على السلعة التي يريد المتاجرة بها ويستفيد من رخص السعر إذ ان بيع السلم ارخص من بيع الحاضر فيأمن بذلك تقلب الأسعار، وهذا مما يساهم في رفاهية الأفراد والمجتمعات الاسلامية ويعتبر بيع السلم من الأساليب الجديدة التي تطبقها المصارف الإسلامية، إلا ان هناك العديد من المشكلات التي تواجه المصارف الإسلامية عند تطبيق نظام بيع السلم مثل عدم توفر الخبرة لدى المصارف الإسلامية والقيود المفروضة على المصارف الإسلامية من قبل البنوك المركزية، وعدم تفهم العملاء أساليب التمويل الإسلامي كما أن تطوير بيع السلم ما يزال بحاجة إلى جهود مخلصة من كافه علماء المسلمين والمصارف الإسلامية في توضيح صورته ووضع الضوابط الكفيلة بنجاحه واستمراره لخدمه أفراد المجتمع الإسلامي، والله الموفق. @ مستشار مالي عضو جمعية الاقتصاد السعودية