أقام النادي الأدبي بتبوك محاضرة بعنوان (القيمة التعبيرية للحرف الواحد في اللغة العربية) ألقتها الدكتورة هدى السعيد الأستاذ المساعد بكلية البنات بجامعة تبوك أدارت المحاضرة الدكتورة عائشة الحكمي، وبدأت المحاضرة بذكر نبذة مختصرة عن الدكتورة السعيد وكذلك عن أهمية الموضوع، عقب ذلك بدأت الدكتورة هدي السعيد حديثها عن مكانة اللغة العربية وارتباطه بالدين، كما تطرقت في حديثها إلى تعريفات اللغة العربية عند مجموعة من العلماء، وقالت (معروف أن الأصوات في اللغة العربية هي مادة الألفاظ، وأساس الكلام المركب والعمدة في تلوين الأداء وإعطائه رنينا إضافيا يزيد من وضوح التعبير). وأشارت المحاضرة في حديثها إلى أن العلماء القدماء لاحظوا مناسبة حروف العربية لمعانيها، كما لمحوا في الحرف العربي من القيمة التعبيرية الموحية وأضافت قائلا كل حرف له ظل وإشعاع، إذ كان لكل حرف صدى وإيقاع، وإثبات القيمة التعبيرية للصوت البسيط عن طريق حرف واحد في كلمة كإثبات هذه القيمة نفسها للصوت المركب سواء أكان ثنائي أم غيره، وقالت مال كثير من علماء العرب إلى الاقتناع بوجود التناسب بين اللفظ والمعنى في حالتي البساطة والتركيب، ثم تحدثت عن حالتي البساطة والتركيب وذكرت عدداً من الأمثلة على ذلك، وقالت يتضح من الأمثلة أن ابن جني يعول على حرف الفاء فهو الذي أفاد بقيمته التعبيرية الخاصة معنى الوهن والضعف عند ممازجته الدالة والتاء والطاء والراء واللام والنون، وأكدت ضمن حديثها أن العلاقة الطبيعية بين اللفظ ومدلوله لا يقتصر فيها إذن - عند عباد وإتباعه - على اللغة العربية بل تشمل سائر اللغات، واستطردت في حديثها حتى استشهدت بقول (الجمهور من علماء اللغة كادوا يطبقون على ثبوت المناسبة الطبيعية بين الألفاظ والمعاني ولكن الفرق بين مذهبهم ومذهب عباد يراها ذاتية موجبة) وهذا يعني أن مرد الخلاف ليس إلى وجود هذه المناسبة الطبيعية وعدم وجودها، بل إلى ما يراه عباد من أن هذه المناسبة ذاتية موجبة، أي أنها تختلف ولابد من وجودها إن كنا أحيانا لا نستشعرها أو لا نفهمها، وأضافت قائلة لابد أن نفرق بين الصلة الطبيعية التي تولد بمولد اللفظ أي الدلالة للفظ، وبين الصلة المكتسبة أو الإصلاحية أو العرفية أي: الدلالة المكتسبة للألفاظ من كثرة الاستعمال والتداول واستشهدت بعدد من الأمثلة على ذلك، وفي نهاية المحاضرة بدأت المداخلات التي تمحورت حول الفروق بين الحروف داخل الكلمة، والتفريق بين معاني الحروف، والعلاقة الصوتية بالمعنى والأصوات الايجابية والسلبية والقيمة التداولية للحروف، والمناسبة بين اللفظ والمعنى وعلاقة اللفظ بالمعنى ثم أجابت المحاضرة على هذه المداخلات.