حياة مؤجلة عمل روائي أول لبدر الإبراهيم * الحياة تنساب في كثير من التفاصيل دونما نشعر بانسيابها. إلا أن الحياة في هذه التفاصيل قد تكون أيامها وسنواتها محنطة لأن نوع من هذه الحياة تصنف في إطار أموات الأحياء.. حياة أخرى تظل حتى عندما تكون في فردوس الثرى.. بدر الإبراهيم في روايته الأولى يضعنا أما نوع ثالث.. حياة مؤجلة. هل أنا إقصائي؟ سألت نفسي هذا السؤال مئة مرة وكنت أتمنى أن يكون الجواب (لا) لأرتاح. لكنني لم أحصل على الإجابة التي أبحث عنها. حاولت دون جدوى. اتصلت بحسام وسألته: هل أنا إقصائي؟ أجاب إجابة غير شافية وحاول المراوغة بالقول إلا أن الإقصاء مشكلة عامة وأن الجميع إقصائيون بطريقة أو بأخرى، لكنني لست مثل (الجميع). أنا مختلف ولست تقليديا. المفروض ألا أكون إقصائيا، وقفت أمام المرآة ونظرت إلى نفسي. بعد ساعتين من التفكير المرهق كان يجب أن استسلم وأعترف أنني في قرارة نفسي لا احترم الرأي الآخر بل ألعنة وأدينه رغم تظاهري باحترامه، بل وأتمنى لو أقطع صاحب الرأي المختلف إربا إربا وأقول لنفسي: يا له من أحمق جاهل!كيف لا يرى الحقائق؟! أدعي أني لا أملك الحقيقة المطلقة وأدين كل من يدعي امتلاكها ولكن في داخلي أنا مثلهم أومن بأن كل آرائي في الحياة حقائق مطلقة لا نقاش فيها وأحتقر كل من يعتقد بغيرها. هذا مما جاء ضمن السرد الروائي في رواية (حياة مؤجلة) لبدر الإبراهيم، حيث صدرت الرواية في (288)صفحة من القطع المتوسط، عن المركز الثقافي، بالدار البيضاء بالمغرب، وتعد الحياة المؤجلة للإبراهيم هي العمل الروائي الأول. كان المؤلف يخالط شخوصه في أدوار تبادلية فهو يحمل كتبه المدرسية بصحبة رفاق الدرس صباح مساء. والقارئ يستطيع أن يرصد بدرا بين كل ما يخالطه من شخوص فصوته مسموع، وملامحه تستطيع أن تتعرف عليها ايام المرحلة الثانوية، وحتى أيام السنوات الجامعية. لم تتغير ملامح بدر كثيرا. إلا أنك تجد تغيراً كبيراً في رؤيته وتنامي أفكاره التي تنصب على كل ما يحيط به في الأرض والسماء. جاءت الراوية تدور في فلك معترك الحياة الدراسية، التي يمتزج فيها المكان. بفصوله الأربعة بفصول المكان في المدرسة وقاعات الجامعة. في تلاحم مع فصول الأيام، وتتعانق باحات الأحداث الدراسية بالأخرى العربية والعالمية. التي تنصب في طاولة الدرس لتدخل حيز الدراسة مرة أخرى. فلقد استطاع بدر استطاع في نسيج فنياته أن يكثف وجود القضايا الفكرية وتطلعاته من ميدان معترك الأحداث من خلال سبك أفكاره التي تشغل تفكيره. ليمتطيها صهوة يوجه من خلالها نقدا للنظام التعليمي والمجتمع الذي يلفه ويحيط به إحاطة مزدوجة مركبة من تناقضات تزداد يوما بعد آخر إلى درجة أن علنها يناقض سرها بعد أن تحول سرها إلى علن مكشوف لشدة الازدواجية والتناقض. فلا سر يخفى. ويظل الصراع الاجتماعي والصرع الفكري في عملية شد حبل حياتية بشكل يومي ويظل بدر يواصل البحث عن صفحات راحة البال. لكنها الراحة المشروطة التي يفترضها بدر بينما تظل هذه الراحة التي ينشدها في كل إشرقة. حياة لا تزال مؤجلة. صهيل الجداول ديوان شعر لسيف المرواني كتب - محمد المرزوقي: عندما تتدفق شلالات الحب، فهذا يعني أن ثمة جداول تسعى جاهدة إلى المحافظة على هذا التدفق، الذي يظل خريره، بداية الرحلة، يا بحر يغنيني عن ليل السهر، نشيد مليء بهمسات الحزن، شموع الأنس، نبضة قلب، تبدد أنغام الحزن، دعيني فأنا لا أنوي الرحيل مطلقاً، رحلتي في حواجز الصمت، أمل يعانق فضاء الامتداد، الوهج، حلم، همسة ترتاد فصول الربيع، تدفق شلالات الحب، موت الأمل على الشفاه، كلمات مسافرة انطفاء وهج الغروب، انجلاء غيمة التعب، همس اللغة، همس الإيقاع، الذكرى الخالدة، نجاوز دوائر الصمت، عشق يضيء كل المساحات، عودي لأيامك الجميلة، لقاء يطل بالأماني، يا نسمة عطرة. همس يذيب جليد الصمت، عبر هذه الشلالات المتدفقة التي نجدها في ديوان (صهيل الجداول)لسيف بن سعد المراوني، ضم هذا الديوان(34)قصيدة، خرجت في (100) صفحة من القطع المتوسط. بداية الرحلة عند الرحلة انطلقت من محطة ليست كسائر محطات المواصلات. فالرحلة بدأت لدى الشاعر من أحضان التعب. رحلتي تبدأ من أحضان التعب فتسافر عبر المسافات تخترق ساعات يقظتي وتحطم معاني الألم على شفاهي تلغي من تصوري كل ترسبات الواقع المضنى لتخضر الأوراق وتينع الزهور. ولتبدأ المسيرة انطلاقتها والتواصل يدفعها نفتح صفحات الأمل. حاول المرواني قدر ما تمكنه أدواته من الاقتراب من أعماق الألم. محاولا الانصهار في آلام المجتمع التي يمتزج بها ويذوب فيها ذوبان الجليد في الماء. تدفعني رغبة جامحة في التوغل بإصرار. في مساحات الغروب ساعتها. تحملني دموعي للهروب إن هروب سيف هنا ليس لمجرد الكر والفر. لكنه يخرج في هروبه محملا بالهموم والجراح التي يحاول أن يقنع فيها قارئه أنه يستطيع بعد ذلك أن يبدد أنغام الحزن، فمهما كان نشيد المرواني مثقلا بالحزن همسا، وصراخا، ونداء، إلا أنه يحمل بين جنبيه أملاً يعانق فضاء الامتداد عبر شرفات الأمل رافضا انكسارات الأحزان. وموت الأمل على الشفاه، فتلك الشلالات التي تتدفق لا تزال تمد المرواني بأن يتمكن من رسائل همس رقيقة على شفاه الأحداث. همسات اللغة. همسات الإيقاع، همس يتجاوز دوائر الصمت. بائحا بالذكرى الخالدة. التي لا يملك سيف حينها إلا أن يكسر حاجز الصمت مرددا أهازيجه في صهيل يتعانق مع جداول الأيام. الأيام التي انطفأ فيها وهج الغروب قبل انجلاء غيمة التعب. تلك الأيام التي تستطيع أن عادت أن تكون عشقا يضيء كل المساحات. لأنها حتما ستعود لأيام جميلة عندما كان لقاؤها يطل بالأماني في نسمة عطرية. المنهل عام جديد ومسيرة 74عاماً حاضر يحفل بالريادة العدد الجديد لمجلة المنهل، في عامها الجديد (الرابع والسبعين) وهي على عتبة عيدها (الماسي) بإذن الله تعالى. هذا العدد جاء حافلاً بالموضوعات المتنوعة في عطاءاتها الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية والطبية. @@ دمعة حرى تحفر مجراها في صفحة وجه هذا الطفل البرئ حزناً لما يرى ويسمع مما يدبره ويحوكه الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين. وعن نبي الإسلام والمسلمين وسيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ويأتي جزء من هذا العدد في إطار هذه (الحركة الدافعة) شعراً.. ومقالة. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبذل الجهد الجهيد من أجل الأمة لتؤدي دورها الأعظم في هذه الحياة.. وما بعد (النصين) تأتي مقالات ودراسات العدد متنوعة موضوعاً وطرحاً.. ومنها: @@ (قصة إسلامي).. هذه قصة إسلام يحكيها صاحبها نفسه، الدكتور (مجدي سليمان) لأنه سعد بإسلامه، ونحن به أسعد. @@ (الحراثة على جحش الحداثة) للدكتور أحمد عطية السعودي ويمكن تصنيفه في خانة (الكاريكاتير المرسوم بالكلمة) أو (لوحة الحرف) مقال ناقد ساخر على طريقة عبدالحميد الكاتب أو ابن المقفع.