اختتمت القمة الخامسة بين الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية الجمعة في ليما في جو من التهدئة بعد يوم عمل خصص لمكافحة الفقر ومواجهة الاحتباس الحراري وسط قلق عميق من الازمة الغذائية في العالم. واختتم القادة الخمسون الذين حضروا القمة، الاجتماع مساء الجمعة. ودافع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تعد بلاده المنتج الثاني للوقود الحيوي بعد الولاياتالمتحدة بفضل الايتانول المستخرج من قصب السكر، عن استخدام هذه المادة بما في ذلك في هذه الازمة الغذائية العالمية. وقال الرئيس البرازيلي "ثمة من يريد تنقية الكرة الارضية من التلوث ومكافحة الاحتباس الحراري وتوقيع بروتوكول كيوتو، وعندما تقدم البرازيل وقودا لا ينبعث منه ثاني اوكسيد الكربون، يؤكدون انهم يفضلون استخدام وقود يسبب انبعاثا للغازات وهذان امران متناقضان". وحرص رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو على تهدئة النقاش، مؤكدا للصحافيين انه "من السابق لاوانه بدء مناقشة تأثير الوقود الحيوي على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، نظرا إلى وجود عدد كبير من انواع الوقود الحيوي". وفي ختام القمة، اقترحت الرئيسة التشيلية ميشال باتشليه ونظيرتها الارجنتينية كريستينا كيرشنر اقامة تحالف بين اميركا اللاتينية والاتحاد الاوروبي لمواجهة ازمة الغذاء العالمية. وتدافع اوروبا التي تشعر بقلق كبير من نتاج الاحتباس الحراري، عن استخدام الوقود الحيوي الذي ترفضه بشكل قاطع دول اميركية لاتينية من بينها بوليفيا وفنزويلا. وعكست الكلمات التي القيت في هذه القمة الانقسامات بين الدول الاميركية اللاتينية اليسارية بقيادة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وتلك التي تدافع عن رؤية اكثر ليبرالية. وقد اصطدمت اتفاقات التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية التي يدافع عنها الاوروبيون بشدة، بتحفظات بوليفيا والاكوادور. واكد المجتمعون الذين تبنوا في ختام قمتهم "اعلان ليما"، ان ابرام هذه الاتفاقات يشكل "اولوية سياسية". وجرت المحادثات في اجواء هادئة على الرغم من التوتر مؤخرا بين كولومبيا من جهة وفنزويلا والاكوادور من جهة اخرى. واثار نشر تقرير للشرطة الدولية (الانتربول) خلال الاسبوع الجاري يؤكد صحة مضمون ارشيف كان محفوظا في كمبيوتر احد قادة متمردي القوات الثورية المسجلة الكولومبية قتله الجيش الكولومبي مطلع آذار/مارس، ردود فعل عنيفة من فنزويلا والاكوادور. وتؤكد الوثائق التي نشرت وجود علاقة بين المتمردين وحكومتي هذين البلدين. الا ان هذه القضية لم تسبب ازمة في قمة ليما، مع ان الرئيس تشافيز اتهم الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي "بالتلاعب" ورفض استئناف الحوار معه. وحمل تشافيز خلال القمة بعنف على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل المسؤولة الاوروبية الوحيدة مع رئيس الوزراء الاسباني، التي تشارك في قمة ليما. وقد اتهمها بانها عضو في حركة سياسية دعمت هتلر. الا انه عبر الجمعة عن اعتذاراته لها وقبلها امام الصحافيين تعبيرا عن المصالحة. ومثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في القمة رئيس الوزراء فرنسوا فيون في حين اعتذر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ونظيره البريطاني غوردن براون عن الحضور. وتجمع حوالي عشرين الف شخص ليل الجمعة السبت للاحتجاج على "الليبرالية" في وسط ليما بمناسبة حفل موسيقي في ختام "قمة الشعوب" التي عقدها دعاة العولمة البديلة بالتزامن مع قمة قادة اوروبا واميركا اللاتينية. وردد المشاركون هتافات من بينها "تسقط الليبرالية وتحيا كوبا و"الشعب المتحد لن يهزم ابدا". كما رددوا اسمي تشافيز والرئيس البوليفي ايفو موراليس. اما "قمة الشعوب" التي عقدت الجمعة، فقد شاركت فيها مجموعات من السكان الاصليين الهنود وحركات مدافعة عن البيئة واحزاب يسارية في حي سان مارتان الشعبي في ليما. ودان الرئيس البوليفي "الافراط في التصنيع الذي لا يسمح بحماية البيئة"، مؤكدا انه "لا يمكن القضاء على الفقر قبل الاطاحة بالرأسمالية غير الانسانية". وغادر تشافيز ليما فور انتهاء القمة. ولضمان الامن خلال انعقاد القمة، نشرت السلطات البيروفية صواريخ مضادة للطيران وطائرات مقاتلة وخبراء في الحرب الجرثومية في ليما التي تولى ضمان امنها 35الف شرطي. وتم عزل متحف "لا ناسيون" حيث عقدت القمة عن باقي المدينة بسياج عال تحرسه مصفحات وعناصر شرطة.