يصدر المخ الأوامر لتصل إلى أعضاء الجسم لينفذها من خلال موجات كهربائية تنتقل عبر الأعصاب في عملية معقدة للغاية. كما يمكن رصد الموجات الكهربائية التي تصدر من المخ إلى خارج الجسم من خلال وضع جهاز تحسس على رأس الإنسان، ما يسهل رصد عمل المخ من طرف الباحثين والأطباء. وحسب ما ذكرت وسائل الاعلام الاماراتية نقلا عن مجلة العلوم : يتساءل العلماء عن مدى تأثير الهواتف النقالة في أداء المخ وصحة الإنسان عموماً. ورغم أن الدراسات العلمية تناقضت في ما بينها بخصوص هذه المسألة، إلا أن الخبراء والاطباء يؤكدون أن استخدام النقال لفترات طويلة يضر المخ والجهاز العصبي. ولكنهم يعلنونها باستحياء خوفا من عواقب الشركات المتنفذة او محاباة لهم وفي هذا السياق قام فريق بحث أسترالي بقيادة البروفيسور رودني كروفت، من معهد علوم المخ، بدراسة نتائج احتكاك موجات الإرسال التي تبثها الهواتف، وموجات المخ الكهربائية. وقام الفريق بمراقبة 120رجلاً وامرأة أصحاء، وطلب منهم استخدام هاتف ، المنتشر عالمياً، وتم ربطه برؤوسهم. ولاحظ الباحثون من خلال أجهزة المسح أن إطلاق موجات المخ "ألفا" تزداد، عندما كان إرسال الهواتف يعمل. كما تبين أن المنطقة الملامسة للهاتف شهدت أكبر ارتفاع للموجات ألفا. وأجرى مجموعة من الباحثين في جامعة "لوفيورو" البريطانية، دراسة على تأثير الهواتف النقالة في سلوك الإنسان. ووجد الباحثون أنه بالإضافة إلى تأثير النقال السلبي في الإنسان أثناء إجراء المكالمة، يستمر تأثيره فترة معينة بعد نهاية الاستخدام .وقال قائد فريق البحث جيمس هورن، "كان هدفنا في الأساس دراسة تأثير النقال في النوم"، ووجد الباحث أن استخدام الهاتف النقال ، قد جعل المستخدمين في المخبر يشعرون بالأرق ولايستطيعون النوم. كما لاحظ الفريق أن موجات المخ "دلتا" قد انخفضت بشكل ملحوظ، لمدة مايقارب من ساعة من بداية الحديث على الهاتف .ويقول الخبراء "إن هذه النتائج تثير الجدل حول سلامة استخدام الهواتف النقالة ويتساءلون عن فترة الاستخدام التي تلحق الضرر الأكبر على الصحة. ومن جانب آخر، يقول الباحثون "إن نتائج الدراسة لاتستدعي القلق، وأنها مفيدة لمعرفة تأثير هذه الأجهزة في مخ وسلوك الإنسان"، واكتشف العلماء أن للمخ موجات ولكل موجة سرعة في الثانية ففي حالة اليقظة يتحرك المخ بسرعة 13- 25موجة في الثانية وفي حالة الهدوء النفسي والتفكير العميق والإبداع يتحرك بسرعة مابين 8إلى 12موجة في الثانية وفي النوم العميق بسرعة نصف إلى 3موجات .وبدورهم قال خبراء بريطانيون "إن انخفاض معدل النشاط الكهربائي في المخ قد يسبب نوبات صرع لدى بعض الأشخاص المصابين بالصرع. وقام فريق دولي من العلماء بإجراء تجارب على 14شخصاً مصاباً بالصرع واثنين آخرين من الأصحاء. ووجد العلماء أن النشاط الكهربي في الجزء الخارجي من المخ ينخفض بشكل ملحوظ أثناء النوم عند المصابين بالصرع، وأضاف العلماء "أن ذلك قد يسفر عن إصابة الكثيرين بنوبات صرع أثناء النوم". وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى "أن ذلك قد يرتبط بانخفاض النشاط الكهربائي في المخ". ولم يتمكن العلماء من تأكيد هذه النظرية بسبب عدم قدرتهم على تتبع الموجات البطيئة للمخ باستخدام الأجهزة التقليدية. غير أن علماء من جامعة هلسنكي وجامعة واشنطن قاموا بتطوير جهاز حساس لتتبع موجات المخ. عندما نغمض أعيننا، و نجلس جلسة مريحة أو نستلقي على السرير ويحيطنا الهدوء، يقلل المخ تلقائياً من عدد الموجات الكهربائية "لإغلاق العينين دور مهم"، وينخفض مستوى الترددات إلى ما بين 14و 7ترددات في الثانية. ما يمكن ملاحظته أن في هذه المرحلة، فصي المخ (الأيمن و الأيسر) يعملان بتناغم تام وكامل . يصدر المخ هذه الموجات عندما نكون في كامل نشاطنا، وأعيننا مفتوحة، تصدر هذه الأمواج عندما نقوم بعملية التفكير، التعلم والدراسة، وأمورنا اليومية بصفة عامة. وعندما نكون في كامل نشاطنا، عادة ما نميل إلى استعمال فص واحد من المخ على حساب الفص الثاني، و هذا بحسب طبيعة كل إنسان. عندما يقل نشاط المخ بشكل أكثر، وهو في حالة النوم الخفيف، فإن الترددات تكون ما بين 7إلى 4ترددات في الثانية، و عندما يصدر المخ هذا العدد القليل من الترددات نكون في حالة ما يسمى بالنوم "الابنوتيكي" حيث يختفي الشعور بالألم .و هو آخر نوع للموجات التي يصدرها المخ، حيث يوافق حالة النوم العميق، وهي أقل من 4ترددات في الثانية، ولا يمكن بأي حال أن تكون الترددات منعدمة إلا في حالة الموت