لا غرابة.. في أن تكون العذوبة والملوحة معا.. زمنا لتاريخ لا يجيء..! للرحيل نكهة من أريج الحنين دائما، حين يقبل بعبير الكلام.. ياالله..! كانت عذوبة النهر دائما بداية، وكانت الملوحة في أحايين كثيرة رحيل النهر للبحر والذوبان في ملوحته.. أليس قدرا ان تركض الأنهار جميعها نحو البحر نتذوب عذوبتها بملوحته..؟! ألا يعني هذا أن الملوحة أعم وأشمل؟! ياالله.. حتى المطر حينما (يفلتره) الفضاء بسموه وارتفاعه تعود امطاره وسيوله وانهاره جميعها للبحر.. فلا تؤثر به بعذوبتها المستحدثة ولا تنقصه حينما تغادره بفعل تسلط الضوء عليه.. تصوروا...الغيم لا ينقص البحر حين يغادره للسماء.. ولا ينقص من ملوحته حينما يعود اليه عذبا..! @@@ جاءنا في (فحيح الصحاري) عن الريح عن (وطن) في العراء الأخير بأن الملوحة لا ذنب للبحر فيها ولكنها رقية للظما ويذكر بعض الأئمة في الحزن ان الملوحة أنثى..! لذلك لا تتكشف للرمل الا باذن البحر تأخذه حين يفرغ من كأسه.. سكرة من شجن.. وجاءت رواية تل كسيح على غير هذا.. اضاف قليلا على الريح قال بأن الملوحة ذنب اطاح به الله في البحر حتى تكف الرمال عن النهش بالميتين .....! رواه ابن حاجة والساحلي، وجاء على سند من (وطن)!