حمّل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إيران مسؤولية دعم أعمال العنف في لبنان. وبيّن الأمير سعود في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس أن العلاقات العربية والإسلامية مع إيران ستتأثر سلباً في حال دعمت الأخيرة الانقلاب على الشرعية اللبنانية. وحذر من أن استمرار الوضع في لبنان على حاله "من شأنه أن يدفع البلاد إلى منزلق خطير لا تحمد عقباه". وأوضح الأمير سعود الفيصل انه تم استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت للتشاور، مشيراً إلى أنه "سيعود إذا هدأت الأمور في لبنان". وأكد أن السفارة لا تزال تقوم بواجباتها لخدمة المصالح المشتركة. وطالب سموه الأطراف اللبنانية إلى الاحتكام إلى الدستور لحسم الخلافات فيما بينهم وقال "دستور لبنان يدعم الشرعية المتمثلة في الحكومة اللبنانية". ورحب بزيارة اللجنة الوزارية العربية للبنان، معرباً عن أمله أن تذهب لإقناع الأقلية ما عرضته حكومة السنيورة لإنهاء الأزمة والمتمثلة في انتخاب رئيس والبدء في الحوار. وفي رد على سؤال عن موقف المملكة ازاء تجميد القرارين التابعين لشبكة اتصالات حزب الله وعودة الضابط وفيق شقير قال "المملكة مع الشرعية اللبنانية والتي تمثلها الحكومة وقد طرحت حلاً للوضع القائم وأيدتها الجامعة العربية". وتطرق الأمير سعود الفيصل عن موضوع التأجيل المتواصل لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قائلاً "لو أن التأجيل الوحيد لكان مفاجئاً ومستغرباً، وهذا يعني أن هناك طرف لا يريد أن ينتخب رئيس ولا يريد قيام المؤسسات الدستورية في لبنان". وأيد دعم الجيش اللبناني لبسط الأمن في جميع الأراضي اللبنانية، "ان تقوية الجيش يكون عبر الحكومة لأنه القاعدة الأساسية التي يمكن عن طريقها تثبيت الأمن والسلم المدني". وفي سؤال عن موقف المملكة من الفرقاء اللبنانيين وهل بقيت على مسافة واحدة فيما بينهم أوضح الأمير سعود الفيصل ذلك قائلاً "نحن مع الشرعية أينما تنص نحن معها وهذه من بديهيات الأمور". وتابع "الذي يحكم بين الفئات اللبنانية ليس موقف الدول الخارجية وان الدستور الذي يؤكد حسم الخلافات عن طريق الانتخابات". وتساءل الأمير سعود الفيصل أمام الصحفيين ما الداعي لسفك الدماء لأبرياء، لماذا لا يحتكمون إلى الشعب اللبناني؟ وعن نتيجة الاتصالات الايرانية - السعودية لاحتواء الأزمة اللبنانية قال "الاتصالات مستمرة بين كل الأطراف لأننا نريد حل المشكلة وهذا أمر إذا استمرت فيه المملكة ليس بغريب ولكن المهم اقتناع الأطراف اللبنانية". ورفض سموه استخدام العنف للوصول إلى أهداف سياسية، مضيفاً ليس من المعقول ان ينظر أي طرف انه يستطيع حل مشاكله السياسية في كل مرة يستبيح شرعية البلد ويهجم عليه. ووجه الأمير سعود الفيصل لحزب الله.. ما هو الذنب الذي اقترفته الحكومة؟ وهل نقل ضابط من المطار أو وضع أجهزة تنصت يستحق هذا الاجراء العنيف الذي يتطلع إلى إبادة الناس، معتبراً ان ما حدث من أعمال عنف جاء بعد خطة مسبقة. وفيما يتعلق بالدور السوري اجاب: إذا كانت سوريا مهتمة بالأوضاع في لبنان فلتقم بدور ايجابي والمطلوب عدم التدخل السلبي الذي يساعد على الفتنة ويحرص على العمل العسكري ضد الطرف الثاني. وطالب الأمير سعود الفيصل سوريا ان تعمل لدعم الشرعية اللبنانية عبر ممارسة تأثيرها على حلفائها. وفي رد على سؤال حول وجود تحفظ تجاه زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى المملكة قال: نبيه بري له منصب مهم ويرأس احد أركان الكيان اللبناني كان من منظورنا زيارته التي سيكون لها وقع أكثر على مساعدة لبنان لاجتياز هذا الأمر وان يجري الحوار ومن ثم تستطيع ان تكون زيارته مثمرة نافياً ان تكون زيارة بري إلى المملكة مرفوضة. وفي سؤال عن مطالبة المملكة للايرانيين تسليم المطلوبين الأمنيين دعا الأمير سعود الفيصل طهران إلى الالتزام بالاتفاقيات الأمنية الموقعة معها. ورفض سموه المحاولة الانقلابية التي قامت بها حركة العدل والمساواة السودانية في الخرطوم وقال: تابعنا هذا الموضوع باهتمام بالغ وهذا شيء لا يُقبل. وفي الشأن اليمني اعتبر تمرد الحوثيين على الحكومة اليمنية خطأ كبير مثمناً جهود الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الرامية لدرء الشر عن اليمن. وحول المعلومات التي تلقتها المملكة عن حريق سيارات الدبلوماسيين في أثينا أوضح قائلاً: نحن نتابع هذا الموضوع بدقة ولم يكن مقصوداً بحد ذاته للمملكة وإنما هذه منظمة اعتادت ان تقوم بأعمال لاحراج الحكومة اليونانية واعتقد ان التحقيق فعلاً يؤكد هذا.