قال تقرير عقاري أن أنظار المستثمرين العقاريين بدأت تتجه إلى قارة إفريقيا، وخصوصا في منطقة شرق وجنوب افريقيا، لوجود فرص استثمارية كبرى في مجالات السياحة والمنتجعات، عدا عن المرافق الأخرى. وبين التقرير أن النهضة الاقتصادية التي تمر بها سائر دول افريقيا تعزز التوجه الاستثماري للمشاركة في جهود التنمية التي تقودها الدول الأفريقية. وقال تقرير لشركة المزايا القابضة الأسبوعي أن النهضة العقارية التي تشهدها القارة السمراء هذه الايام تتصدر ابرز العناوين الرئيسية التي تتحدث عنها الصحف الاقتصادية، فبعد فتح جميع الابواب للاستثمار الاجنبي داخل القارة اصبح امرا طبيعيا ان نجد العقارات الضخمة والمشاريع السياحية والسكنية الحديثة، هذا الامر الذي كان ضربا من الخيال سابقا خاصة وان معظم دول القارة الافريقية من الدول الفقيرة ونسبة الاستثمارات الداخلية كانت ضئيلة جدا.وقال التقرير أن مشروع الجسر المعلق بين اليمن وجيبوتي سيعمل على تقريب المسافات ويفتح آفاقا استثمارية أمام المستثمرين من الجزيرة العربية إلى منطقة شرق افريقيا ذات الارتباطات القديمة مع العرب ومسلمي الجزيرة العربية. وأشار التقرير الى ان كلفة المشروع تتراوح ما بين 10إلى 20مليار دولار وسيتم تنفيذه على مرحلتين، الأولى ربط جزيرة بريم اليمنية بالساحل اليمني عبر جسر طوله 3.5كيلومترات وتعبيد طريق طوله 4كيلومترات الى الأراضي اليمنية وتتضمن المرحلة الثانية انشاء الجسر الرئيسي الذي ينطلق من جزيرة بريم اليمنية باتجاه الشاطئ الجيبوتي بطول 21.5كيلومتراً منها جسر معلق بطول 13كيلومترا وجسر بدعامات بطول 8كيلومترات. وبين التقرير أن فكرة ربط الجزيرة العربية بقارة افريقيا ظلت محور اهتمام الساسة ورجال الأعمال منذ ما يزيد على 20عاما، عندما برزت فكرة انشاء جسر يربط السعودية بمصر بتكلفة تصل إلى 3مليارات دولار وبطول 50كيلومترا. وطرحت فكرة المشروع منذ نحو 20عاما، عندما تم الاتفاق بين خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك منذ عام 1988ذلك خلال اجتماع القمة السعودية المصرية بالقاهرة علي إنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مضيق تيران بمدخل خليج العقبة ليمثل الجسر مشروعا استراتيجيا حيويا يربط بين الدول العربية غرب خليج السويس بالدول العربية شرق خليج العقبة. إلا أن الجانب السعودي تراجع بعد ذلك عن الفكرة لتظهر من جديد عام 2004في شهر أكتوبر عندما أعلن وزير النقل السابق عصام شرف أنه توجد رغبة سعودية مصرية مشتركة لإنشاء جسر بري بين البلدين عبر البحر الأحمر يبلغ طوله 50كم ويختصر زمن الرحلة بين مصر ودول شمال أفريقيا وبين دول شرق خليج العقبة "السعودية ودول الخليج جميعا وسوريا والعراق والأردن" إلي 20دقيقة فقط.. وبشكل عام من الصعب ذكر جميع المشاريع العقارية الجديدة في القارة السمراء الا ان الجدير بالذكر ان النهضة العقارية في هذه القارة ذاهبة بطريق متوازن بعيدة كل البعد عن ازمة الرهن العقاري التي يعاني منها العالم، ففي اعلان نشره بنك التنمية الافريقي ان توقعات نمو الاقتصاد الافريقي هذا العام قد تصل الى 7بالمائة وهذه النسبة في ازدياد مستمر نظرا لتعدد الاستثمارات.وقال التقرير أن جنوب افريقيا والتي كانت ترتبط في ذهن العالم بالمظاهرات والعنف والفقر في عهد التفرقة العنصرية تحولت الآن الى احد ابرز الاسواق العقارية والسياحية في المنطقة الجنوبية الافريقية، وبحسب احد الدراسات التي اعدها البنك الجنوبي الافريقي"فيرست ناشونال" فإن العقارات التي تعرض للبيع في جوهانسبرغ يتنافس عليها مستثمرون بمعدل 7لكل عقار اغلبهم من الاجانب لغرض الاستثمار. ويعود السبب في ذلك الى الاجراءات التي تبنتها جنوب افرقيا لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة والتعديلات التي تستهدف تحرير دخول الشركات الوطنية الكبرى عابرة القارات، وقد تبعتها في هذه الخطوة 18دولة افريقية اخرى. اما في ليبيا التي تشهد حركة عمرانية قوية في السنوات الثلاث الماضية في كافة مجالات المقاولات والبناء كان ابرزها المخطط الذي اقامته شركة اعمار العقارية لمشروع بالقرب من العاصمة الليبية يستهدف تطوير منطقة زوارة - ابوكماش الواقعة على ساحر البحر الابيض المتوسط، ويتكون المشروع من مجمع سكني كبير بالاضافة الى العديد من المرافق السياحية والترفيهية والتعليمية. حيث يعتبر هذا المشروع مجتمعاً سكنياً متكاملاً، وتسعى ليبيا كما اعمار الى استهداف الاستثمارات الاجنبية في هذا المشروع بالاضافة الى ايجاد فرص عمل كثيرة للشباب الليبي. وبين التقرير أن الاستثمار في السياحة البيئية والمنتجعات الطبيعية يعد الاستثمار الأبرز في منطقة شرق افريقيا، حيث تتكاثر في ساحل شرق إفريقيا الشعاب المرجانية الطبيعية التي تستقطب عشاق البراري والرياضات المائية الاستجمامية. وفي السياق، كانت شركة "دبي العالمية-إفريقيا" اعلنت بأنها تخطط لاستثمار 200مليون دولار أمريكي في فندق بيلين بالموزمبيق، والذي يضم منتجعاً شاطئياً فاخراً وملاعب غولف ومحمية طبيعية على امتداد واجهة بحرية ساحرة بطول 4كيلومترات. وأشارت دبي العالمية، إلى أن الشركة ستستثمر ما يقارب من 1.5مليار دولار أمريكي في القارة الإفريقية على مدى الأعوام الخمس القادمة، حيث تشمل استثماراتها عقارات إفريقية كبرى، ومن أبرزها "واجهة فكتوريا وآلفريد المائية" ومنتجع "بيرل فالي سيغنيتشر غولف إستيت آند سبا"، وكلاهما في كيب تاون بجنوب إفريقيا، وفندق "لو جالاوا" الشاطئي في جزر القمر، ومنتجع "مايوني" الشاطئي في زنجبار وفندق "كيمبينسكي" في جيبوتي.