عبر مجلس الشورى خلال جلسته العادية السابعة عشرة من السنة الرابعة للدورة الرابعة التي عقدها أمس برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عن بالغ أسفه وشديد قلقه بشأن الاحداث المؤسفة التي يشهدها لبنان الشقيق وما يقع من انتهاك لسيادة دولته وأرهاب الآمنين فيه عبر مظاهر التسلح والعنف وما يحدث من إزهاق للانفس واعتداء على الممتلكات وتناحر بين أبناء البلد الواحد. وأهاب مجلس الشورى في بيان تلاه معالي رئيس المجلس في بداية أعمال الجلسة بالاخوة والاشقاء اللبنانيين بمختلف تياراتهم السياسية وطوائفهم الاستماع الى صوت الحكمة ولغة العقل مطالبا أياهم بضرورة تغليب مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. وقال بيان المجلس لقد تابع مجلس الشورى بقلق شديد الاحداث الجارية في الجمهورية اللبنانية الشقيقة وما يقع من انتهاك لسيادة الدولة وأرهاب للامنين وقطع للطرقات عبر مظاهر التسلح والعنف ويعبر المجلس عن أسفه لما يحدث من أزهاق للانفس واعتداء على الممتلكات وتناحر بين أبناء البلد الواحد ويهيب المجلس بالاشقاء في لبنان بكافة تياراته السياسية وطوائفه الاستماع الى صوت الحكمة ولغة العقل ووضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ويدعو المجلس كل من يقف وراء التصعيد ليعيد حساباته وأن يدرك أن الزج بلبنان في فتنة لن يحقق انتصارا لأي طرف على اخر بل خسارة على الجميع شعبا ووطنا كما يأمل استمرار جهود وأعمال التهدئة التي بدأت بوادرها موخرا. أن السماح بالتدخلات الخارجية لهو من أشد مهددات الاستقرار الوطني والعيش السلمي وأن لبنان الشقيق هو وطن لجميع أهله يستظل بسمائه ويعيش على أرضه جميع طوائفه وكتله السياسية عبر مفاهيم الشرعية الدستورية. ولقد علمت تجارب التاريخ أن الاوطان والمفاهيم الوطنية حين يحاول أن تحتكرها فئة أو تجرد منها فئة أو تجعل جسرا للتدخلات فحينئذ ينزلق الوطن وأهله الى هوة سحيقة يصعب الخروج منها وأن نار الفتنة والانشقاق حين تندلع فأنها لا تستثنى أحدا والخاسر الوطن وأهله. وحينما تقع البلاد في انفلات أمني أو انقسام سياسي يصبح من السهل على الذين لا يمتلكون الانتماء الصادق أن يسمحوا بالعبث والتدخلات وحينئذ يسهل للمتربص أن يحقق أهدافه على حساب لبنان واللبنانيين جميعا. ويشدد المجلس على أهمية العودة لمبادرة جامعة الدول العربية وعدم الالتفات للقوى المتطرفة التي تعطل مسيرة نماء لبنان وأمن اللبنانيين وتسعى لفرض واقع الدمار والتشتت على بلد عربي الانتماء والجذور. كما يشدد المجلس على ضرورة التئام مجلس النواب اللبناني في اقرب فرصة وأن يقوم بما يمليه عليه الضمير الحي والخوف على مصالح الشعب لاختيار رئيس توافقي يجتمع حوله الجميع بشتى فئاتهم للخروج من هذا النفق المظلم والعمل على نزع بذور الفرقة والخلاف تحت قبة مجلس عرف عنه الحوار واحترام وجهات النظر مهما تباعدت في أجواء وطنية صرفة. ويدعو مجلس الشورى في هذا الصدد الاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي الانتقالي والمجالس البرلمانية في الدول العربية والاسلامية والاتحاد البرلماني الدولي الى القيام بأسهام بناء في سبيل تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ومساعدتهم في الخروج من أزمتهم. ويشيد المجلس بدعوة المملكة الى عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب لبحث الوضع المتدهور في الساحة اللبنانية ويأمل في أن ينجح اجتماع وزراء الخارجية في رأب الصدع وجمع الكلمة تحت مظلة جامعة الدول العربية. ويؤكد المجلس تأييده لكل الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله لاحتواء الموقف المتأزم في لبنان الشقيق ومساعي أخوانه قادة الدول العربية والاسلامية والاصدقاء في العالم لوأد الفتنة وأخماد حريقها المتصاعد. ونسأل الله سبحانه أن يحقن دماء أخواننا وأن يجمع كلمتهم ويوفقهم لكل خير.