تضاعفت الدعوات امس إلى استقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي على خلفية الشبهات بتلقيه رشاوى، غير ان ايهود اولمرت الوارد اسمه في قضايا اخرى يتشبث بمنصبه. وتصدر هذه الدعوات على السواء من احزاب معارضة ويمينية ويسارية وعن حزب العمل المشارك في السلطة، فيما تشكك الصحف بفرص اولمرت في استعادة ثقة الاسرائيليين بالرغم من اثباته في الماضي عن قدرة مدهشة على البقاء السياسي. وكتبت صحيفة (معاريف) متسائلة "لماذا يجب علينا ان نؤمن هذه المرة باولمرت حين يتورط مرة جديدة في مسائل تتضمن مبالغ مالية ضخمة جدا؟" واشارت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار من جهتها إلى "انعكاس تزايد التحقيقات (بشأن اولمرت) على الرأي العام"، مذكرة في الوقت ذاته بان رؤساء الحكومة الثلاثة السابقين ارييل شارون وايهود باراك وبنيامين نتانياهو تعرضوا جميعهم لاتهامات مماثلة. وعبرت السلطة الفلسطينية التي تخوض مفاوضات مكثفة مع حكومة اولمرت عن خشيتها من ان تؤدي الازمة السياسية في اسرائيل إلى "تصعيد في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين" وان "تعلق عملية السلام". اما البيت الابيض الحليف الرئيسي لاسرائيل فاعتبر ان الصعوبات القضائية التي يواجهها اولمرت هي شأن داخلي اسرائيلي ولن يكون لها تأثير على زيارة الرئيس جورج بوش إلى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل. واعتبر الامين العام لحزب العمل ايتان كابيل الجمعة ان على اولمرت التنحي موضحا ان "هذا التحقيق الجديد هو القشة التي قصمت ظهر البعير نتيجة تراكم قضايا" الفساد على رئيس الوزراء. ودعا زعيم كتلة ليكود النيابية جدعون سار إلى "استقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة". وقال "نظرا إلى خطورة الشبهات التي تحوم حول اولمرت فهو غير قادر على تولي مهامه". وفي اعلان ادلى به مساء الخميس في مقر اقامته رفض اولمرت الشبهات التي تحوم حوله مؤكدا "لم اتلق رشاوى. لم يدخل جيوبي اي قرش". لكنه اقر في المقابل بانه تلقى "مساهمات مالية" في اطار حملات انتخابية مختلفة من رجل الاعمال الاميركي اليهودي موريس تالانسكي ( 75عاما) المقيم في نيويورك، مشددا على ان هذه الاموال "ليست غير قانونية" وجاء في البيان ان اولمرت تلقى من تالانسكي "مبالغ كبيرة" و"غير مسموح بها" خلال فترة طويلة "عندما كان رئيسا لبلدية القدس ووزيرا للتجارة والصناعة".ويشتبه في ان رجل الاعمال هذا جمع من مصادر عدة مبالغ تصل إلى مئات آلاف الدولارات وسلمها إلى اولمرت. واستخدمت هذه الاموال في تمويل حملاته الانتخابية لرئاسة بلدية القدس في 1993وكذلك في 1998و 1999كممثل لحزب الليكود اليميني.