مع دخول شركة زين في السوق السعودي، تكون بذلك قد اكتملت ثالثة الأثافي لتحتمي على إثرها نار من التخفيضات والخدمات الجديدة. ومع إيماني بقدرة هذه الشركات على تقديم كل جديد، إلا إن شبكاتها اللاسلكية لم ولن تستطيع تقديم خدمات انترنت عالية السرعة كتلك التي تقدمها الشبكات الأرضية، جودة وسعرا. من خلال هذه المقدمة تتضح الإجابة على سؤال المقال معلنة أن مستقبل الشبكات الأرضية ستلعب دورا بارزا في استمرار تقديم خدمات انترنت عالية السرعة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على مواقع الانترنت، ولست أعني تصفح المنتديات وحسب، بل مشاهدة مقاطع (يوتيوب) مثلا والتي تتطلب سرعات أعلى بسبب كثرتها وحجم ملفات هذه المقاطع بسبب جودة بعضها الذي قد يصل إلى نقاء أفلام DVD. لقد لعب الجيل الثالث دورا جيدا في تقديم خدمات انترنت عالية السرعة، وخاصة في ظل التطور المستمر له من خلال تقنية HSDPA ومن بعدها تقنية HSUPA وهكذا، الا ان ما يؤخذ على هذه السرعات العالية أنها تقل تدريجيا كلما ابتعد المتلقي عن برج الإرسال وكلما زادت كثافة المتصلين حوله، بل وتقل بشكل دراماتيكي داخل البيوت، إذ قد تصل السرعة إلى bps 256بدلا من سرعتها الأصلية bpe 14.4وهي عندما تكون قريبا من البرج. وإذا علمنا بأن نسبة 35% من زبائن المحمول هم داخل البيوت فإن هذا وذاك يدعو إلى إيجاد بدائل سلكية لتقديم خدمات الانترنت. إن أهم بديل لشركات المحمول هو أن يكون لديها شبكة أرضية، وان لم تستطع فلا أقل من أن تتشارك في تقديم الخدمة مع إحدى الشبكات الأرضية باستخدام تقنية Vemtocell مثلا، والتي من خلالها يتم تغطية المنازل والمكاتب بشبكة لاسلكية خاصة بهم، غير الشبكة العامة، وذلك لهدف تقوية الإرسال لديهم، ويتم ربط هذه الشبكة المصغرة في الشبكة الأرضية )مثلا بالخط الرقمي DSL) بحيث يتمكن العميل من الحصول على تغطية قوية وانترنت سريعة في هاتفه، فإن كان الاتصال صوتيا فإن الشبكة الرئيسية ستنقل هذه المكالمة. وان كان اتصاله للانترنت فان الشبكة اللاسلكية الخاصة بالبيت ستنقل هذا الاتصال الى عبر الخط الرقمي والاستفادة من سرعته العالية، ويتوقع أن تكون تقنية Vemtocell متوفرة قريبا جدا، بل ويراهن بعض المراقبون بأن عام 2009هو عام ال )فيمتوسيل) او الخلية المصغرة. إن السؤال الذي يشغل كلا الطرفين، فالأول )أهل المحمول) يقولون هل لشبكاتنا أن تقوم بتقديم خدمات الانترنت السريعة لاسلكيا والاعتماد عليها لوحدها فقط، بينما يقول الطرف الثاني )أهل الثابت) أنه بالإضافة إلى خدمات الانترنت السريعة الأرضية فهل يمكننا تقديم الخدمات اللاسلكية لوحدنا من خلال تقنيات WiMAx بشكل عام و تقنية Wi-Fi للاماكن الداخلية. إن معظم التنفيذيين في شركات الاتصالات المختلفة يراهنون على أن استحواذ أحد الطرفين على الآخر يعتبر حلا استراتيجيا، وان لم يتيسر مثل ذلك فلا أقل من الشراكة أو الاندماج، وذلك بسبب الطلب المتوقع على باقة خدمات الاتصالات السلكية و اللاسلكية (bundle Services)، والتي ستشهد بعدا جديدا في عالم المنافسة في سوق الاتصالات. قد يقول قائل إن شبكات المحمول ستتطور يوما ما وستقدم سرعات عالية جدا، وأقول هذا صحيح، ولكن أصحاب الشركات الأرضية لن يقفوا متفرجين وقتئذ، بل ستراهم يطرقون باب بيتك لتقديم خدمة الألياف البصرية FTTx بسرعات تصل إلى bps 100أو يزيد. وبالإضافة إلى كفاءة خدمات الانترنت السلكية، فان الكثير يراهن على أن مستقبل الشبكات الأرضية سيكون مفتاحا هاما لخدمات الاتصال الصوتي أيضا، لذا فانك تجد التحول المحموم الحاصل في الشبكات الأرضية إلى تقنية بروتوكول الانترنت من خلال شبكات الجيل القادم NGN وشبكة IP/MPLS ما هو إلا تهيئة لشبكات الهاتف الأرضية، والتي ستتحول من وضعها التقليدي إلى تقنية الاتصال عبر الانترنت VoIP بحيث تكون اللغة الوحيدة داخلها هي IP على السواء للانترنت وللمكالمات الصوتية. إن سعي ملاك الشبكات الأرضية إلى التحول إلى تقنية IP ما هو إلا دليل واضح على مستقبل الشبكات الأرضية ليس في خدمات الانترنت السريعة وحسب بل في خدمة الاتصال الصوتي VoIP.
