يكون طفلك في عمر 6- 8سنوات مستعداً للتعاون وتقديم المساعدة ولن تجدي أفضل من إشراكه في أعمال المنزل الروتينية لتعليمه دروس مهمة. ولكن إذا لم تبدئي في تعزيز هذه الصفات مبكراً فسوف يكون من الصعب عليك فعل ذلك عندما يكبر. لا شك أن طلبك من طفلك مثلاً أن يعيد ترتيب طاولة الطعام أكثر من مرة لكنه لم يحرك ساكناً سوف يثير غضبك لكن شعورك باليأس من استجابته لطلبك وتولي المهمة بنفسك سيجعل الوضع أسوأ. يرى باحثون في جامعة منيسوتا الأمريكية أن مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية في سن مبكرة يعلمه تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، وكلما عهدت إلى طفلك بمسؤولية في عمر مبكر كان أفضل. وهذا يعني أن فترة المراهقة وفترة ما قبل المراهقة ليست هي الوقت المناسب لطلب المساعدة من طفلك في أعمال المنزل الروتينية، بل يجب أن يكون ذلك في مرحلة مبكرة أو عند بداية المرحلة الدراسية لمساعدتك في الوصول لذلك الهدف نقدم إليك الطرق التالية: ؟ إعداد خطة: حددي أولاً نوع المسؤوليات التي تريدين من طفلك أن يؤديها. حاولي اختيار مهمة تتعلق بترتيب المنزل مثل ترتيب أو تنظيف طاولة الطعام أو جمع المخلفات. واختاري مهام أخرى متعلقة بأغراضه الشخصية مثل ترتيب سرير نومه أو تنظيف حقيبة المدرسة أسبوعياً. وأخيراً اختاري مهمة متعلقة بأشياء يحبها مثل إطعام حيوان أليف أو سقي أشجار في حديقة المنزل. ؟ العمل على تدريبه أثناء العمل: لا تتوقعي من طفلك في عمر ست سنوات أن يعرف كيف يؤدي المهام الموكلة إليه مهما كانت بسيطة وسهلة، لذا عليك تعليمه وتدريبه كيف يقوم بالمهمة بالأطفال في هذه السن يسعون إلى نيل رضاء آبائهم وتحقيق النجاح. ؟ حددي معايير معقولة: لن يستطيع طفلك في عمر سبع سنوات أداء المهام الموكلة إليه بنفس كفاءتك لكنه إذا بذل كل ما في وسعه لا تبخلي عليه بالإشادة. إن قيام طفلك باتباع الطرق الصحيحة وإبداء روح التعاون هو أكثر أهمية من مدى نجاحه في أداء المهمة. مثلاً إذا طلبت منه ترتيب ملابسه لكنه لم يفعلها جيداً لا تقومي بإصلاح أخطائه أمامه لأنك بذلك لا ترسلين فقط رسالة مفادها أن أداءه كان سيئاً لكنك أيضاً تقللين من رغبته في المساعدة. والحل الأفضل هو أن تطلبي منه العمل معاً حتى يفهم مرة أخرى ما تريدين أن يفعله. ؟ تجنبي "الثقة" واعملي على تذكيره بمهامه: يركز الطفل في هذه السن على أنشطته الترفيهية وليس على ما إذا كانت غرفته تحتاج إلى ترتيب. لا تعبري عن تذمرك وسخطك والتي غالباً لا يوليها طفلك أي اهتمام وشجعيه للعمل وذكريه بمهامه بطريقة لطيفة. ؟ حددي عواقب واضحة: يجب أن يتحمل طفلك في هذه السن مسؤولية أفعاله ويتقبل عواقب فشله في أداء المهام الموكلة إليه. اجعليه يصحح أخطاءه بنفسه فمثلاً إذا اكتشف بعد وصوله إلى المدرسة أنه قد نسي كراسة الواجب في البيت لا تتولي المهمة بنفسك وتأخذين الكراسة إلى المدرسة حتى لا يتعرض للتوبيخ من معلمه؛ لأن ذلك سوف يحرمه من حافز تذكر الأمر في المرة القادمة. عليك أيضاً تحديد عقوبات أو منعه من بعض الامتيازات مثل مشاهدة التلفزيون أو اللعب مع أصحابه حتى يكون لديه حافز لأداء مهامه جيداً في المرة القادمة. ؟ عبري له عن تقديرك وقدمي له حوافز: اجعلي طفلك يعرف أنك تقدرين الإسهام الكبير الذي يقوم به لصالح جميع أفراد الأسرة وقدمي له حوافز من فترة لأخرى مثل شراء لعبة فيديو جديدة ليكون له دافعاً لتطوير أدائه.