الأمراض النفسية والوراثة * هل جميع الأمراض النفسية وراثية، أم أن هناك أمراضا نفسية وعقلية مُكتسبة. وهل يعني عدم وجود مرض نفسي أو عقلي في عائلة يعني أنه لن يكون هناك أمراض نفسية في الأبناء والأحفاد؟ ط.ر - الإجابة على السؤال الأول، ليس جميع الامراض النفسية والعقلية و راثية و لكن معظمها يدخل فيه عنصر الوراثة. وكلما كان هناك تاريخ لأمراض نفسية وعقلية في عائلة فإن نسبة إصابة أقارب من الدرجة الأولى والثانية لهؤلاء المرضى تتضاعف عن العائلات التي ليس بها تاريخ أمراض نفسية أو عقلية. عدم وجود أمراض عقلية أو نفسية في عائلة لا يعني أن لا يُصاب أحد من الأبناء والأحفاد بمرض نفسي أو عقلي، فربما كانت هناك مورثّات جينية في أجيال سابقة تحمل مورثّات أمراض عقلية أو نفسية ولكنها لم تظهر لأجيال ثم ظهرت لاحقاً في جيلٍ متأخر. وهناك بعض الأمراض النفسية والعقلية تأتي بدون سبب واضح أو بسب ضغوط اجتماعية أو مشاكل عائلية. لذلك فإن الوراثة لها دور مهم ولكن ليست هي كل شيء في الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية. @ مرض الفُصام العقلي، هل يأتي في سنٍ متأخر أي بعد سن الخمسين أو الستين؟ لي قريب بدأت عليه أعراض سلوكية غير سوية و كذلك بدأ يُكلم نفسه ويتخيل أشياء حدثت غير واقعية و أيضاً يتهم أفراد عائلته بأنهم يُسيئون له ويعاملونه معاملةً سيئة والواقع غير ذلك حيث أنهم حريصون على إرضائه بكل معنى لهذه الكلمة، وبدأت الفاظه تُصبح بذيئة مع أقاربه مما سببّ حرجاً لأهله و أبنائه الذين لا يعرفون كيف يفسّرون هذه السلوكيات و الأفكار الخاطئة للمحيطين بوالدهم. المريض يرفض الذهاب إلى طبيب نفسي و حاولنا أن نخدعه بأن نُحضر طبيباً نفسياً إلى المنزل لكنه رفض مقابلة أي شخص، ولا نعرف كيف نتصرف معه؟ من خلال قراءاتي توقعتّ أن يكون مُصابا بمرض مثل الفُصام أو اي شيء شبيه به، فماهو رأيك ؟ وماذا تنصحنا به؟ ن. و - مرض الفُصام غالباً يأتي في سن مُبكرة، أي في مرحلة المراهقة وبداية العشرينيات من العمر. ولكن قد يتأخر في حالاتٍ نادرة أو قليلة الحدوث إلى سن الأربعين . حسب التصنيف الأمريكي للأمراض النفسية، فإن مرض الفُصام لا يأتي بعد سن الخامسة والأربعين، ولكن هناك اضطرابات شبيهة بالفصاُم من حيث السلوك و الأفكار و يتصرف المريض كما لو كان مُصاباً بمرض الفُصام ولكن لا يُشّخص بمرض الفُصام. أكثر الاضطرابات الذُهانية التي تأتي في عمرٍ متأخر تكون بسبب اضطرابات عضوية، ولذلك لا بد من إجراء فحوصات طبية لاستبعاد أي مرض عضوي قد يكون سبباً في هذه التغيرات السلوكية و الأفكار لدى هذا الرجل. ثمة أمرٌ آخر و هو مهم في الأشخاص كبار السن فقد يكونون يعانون من مرض الزهايمر ولكن لم يتضح بصورة واضحة، ولكن إحتمال إصابة هذا المريض بمرض الزهايمر محتمله، خاصةً و أنت لم تذكر سنه بالضبط فقد يكون تجاوز الخامسة والستين وهو العمر الذي تتضح فيه أعراض الزهايمر أو أي مرض عضوي يسبب مثل هذه السلوكيات الشبيهة بمرض الفُصام. ما أنصحكم به، هو إجراء فحوصات طبية شاملة لمعرفة ما إذا كان هناك أي سبب عضوي لهذه السلوكيات وهناك أمراض كثيرة تُسببّ مثل هذا التغيّر في السلوك، فهناك اضطرابات عصبية و اختلالات في الهرمونات و كذلك اختلالات في الفيتامينات وكذلك نقص أو اختلال في المواد المعدنية في الجسد. إذا لم يكن هناك أي خلل عضوي فإنه يُستحسن فحصه عن مرض الزهايمر أو الأمراض المرافقة للتقدم في السن. كشف طبيب نفسي بعد إجراء كل هذه الفحوصات أمرٌ في غاية الأهمية، وقد يحتاج للعلاج عن الأعراض السلوكية والأفكار الخاطئة بأدوية تتناسب مع الأعراض و يُراقب الطبيب المريض و مدى استجابته للعلاج؟.