قال النبي صلى الله عليه وسلم "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنين إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم. لقد تجلى الصبر لي عندما أصيب أخي عبدالله محمد السعد العجلان رحمه الله تعالى بمرضه قبل وفاته بستة أشهر، فوجدته صابراً لا يشتكي ويثني على الله ويقول هذا من فضل ربي عليَّ. عندما زرته وأنا خائفة عليه في بداية المرض وجدته متوكلاً على الله راضياً بقضائه مطمئناً بما يصيبه سلم أمره كله لله، كان يقول إن شفاني الله تعالى أعمل صالحاً وإن توفاني الله فأنا راض بقضاء الله عزَّ وجل. لقد صدق أخي مع الله فصدقه الله.. كان معظماً لشأن توحيد الله مبغضاً للبدع ومحذراً منها عليه رحمة الله.. قلت لأحد إخوتي... أنني لم أعد خائفة على أخي بل مطمئنة عليه لأنه سلم نفسه لله عزَّ وجلَّ ورضي بقضائه وتوكل عليه، قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). لقد أحسن الله عزَّ وجلّ خاتمة أخي وذلك: @ أنه توفي بداء البطن والمبطون شهيد بإذن الله . قال صلى الله عليه وسلم: (من مات في البطن فهو شهيد) "رواه مسلم". @ أنه توفي بعرق الجبين لقوله صلى الله عليه وسلم: (موت المؤمن بعرق الجبين) "أخرجه أحمد". @ أنه كان آخر كلامه في الدنيا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة). @ صلى عليه جمع كثير من الناس وشيعوه إلى المقبرة بين داع له ومستغفر يسألون الله التثبيت والناس شهداء الله في أرضه. سبحان الله العلي العظيم يبتلي عباده ليمحص الإيمان. قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) "الأنبياء: 35". اللهم اجعلنا عند البلاء من الصابرين وعند النعماء من الشاكرين وأحسن لنا خاتمتنا واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.