يقدّر وزير الداخلية الأوكراني يوري لوتسينكو عدد العنصريين من حليقي الرؤوس بأنه يتجاوز الألف وخمس مئة، وأن معظمهم يتمركز في العاصمة الأوكرانية "كييف". وقال إن شرطة العاصمة "كييف" قدرت عدد أعضاء حركة حليقي الرؤوس "السكين هيد" العنصرية بنحو 1500شخص في المدينة، وأنهم يخضعون لمراقبة خاصة من قبلها. وأكد لوتسينكو أن عناصر في الداخلية الأوكرانية ألقوا القبض على أحد الشبان اليافعين المشتبه فيه بقتل شاب أجنبي يقيم في كييف. مشيرا إلى أن الشاب ينتمي إلى حركة حليقي الرؤوس، ويتم الآن التحقيق معه عن المجموعة التي ينتمي إليها. حيث إن الحركة قامت في الثامن من شهر مارس الجاري بقتل الشاب الأجنبي، وهي تتهم أيضا بقتل شاب في الثامنة عشرة من العمر من جمهورية الكونغو في السابع والعشرين من شهر فبراير الماضي. كما أنها تتهم بالاعتداء ضربا على شاب صيني، وشابين إيرانيين في الثالث والعشرين من الشهر الماضي أيضا. وكان اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا قد تقدم برسالة إلى وزارة الخارجية الأوكرانية طالب فيها بتوفير الحماية للأجانب المقيمين على الأراضي الأوكرانية بشكل عام، ووضع حد لمثل هذه الحركات التي تعكس صورة سيئة مشوهة عن واقع المجتمع وأسلوب العيش الحضاري المشترك. وقد استجابت وزارة الخارجية للطلب مؤكدة حرصها على حماية أمن وسلامة المواطنين الأجانب المقيمين على أراضيها، وأكدت أن وزارة الداخلية استحدثت جهازا أمنيا خاصا لملاحقة المعتدين ووضح حد لظاهرة الاعتداء على الأجانب. وقد جاء في الرسالة التي بعث بها الاتحاد لوزارة الخارجية الأوكرانية: نحن الموقعون أدناه قلقون بشدة لتكرار حالات العنف والاعتداءات والقتل ضد المواطنين الأجانب ... ذات الطابع العنصري- تم ذكر جميع الحالات التي تمت والتي وصلنا معلومات عنها - وما يقلقنا فقدان الأمن على الحياة وعلى عوائلنا المقيمة في أوكرانيا ..فنرجو منكم سيادة الرئيس أخذ الإجراءات وجميع الإمكانيات والوسائل للحيلولة دون حدوث واقعات غير إنسانية بحق الأجانب. وردت الخارجية الأوكرانية على الطلب قائلة: رداً على رسالتكم نحيطكم علماً بأن وزارة الخارجية الأوكرانية تدين بدورها كل أنواع العنف والإجرام بحق المواطنين الأجانب، كما أنها تتعامل مع الأجهزة الأمنية الأوكرانية المختصة والمعنية بتأمين و توفير أمن وحقوق وحرية الأجانب في القطر الأوكراني والحيلولة دون وقوع اعتداءات ذات طابع عنصري أو طبقي . وأن هذه الأجهزة بدورها تقوم بمعاقبة المشاغبين والمذنبين الخارجين عن القانون. وحسب المعلومات التي وردت إلينا من وزارة الداخلية فإنه يوجد عمل فعّال خاصة بالنسبة للتحقيق في الخروقات المتعلقة بالحقائق والوقائع المسجلة في مقتل الأجانب في أوكرانيا. هذا ونؤكد على أنه تم فتح ملف لدراسة حادثة قتل المواطن النيجيري على خلفية الظروف المعيشية كما يتم الآن التحقيق بمقتل مواطن من جامبيا وآخر من أنقولا. وأكد البيان بأن الأجهزة الأمنية تقوم بخطوات جدية في التحقيق وملاحقة مخترقي القانون استناداً إلى المادة الثانية من الفقرة 296من القانون الأوكراني المتعلق بالجرائم. وخاصة حادثة الاعتداء على المستشار الثقافي للسفارة المصرية. هذا وأوضح البيان أن أجهزة الأمن الداخلي سجلت 175حالة اعتداء خلال هذا العام، أغلبها كانت بحق أجانب ، فيما تم تسجيل خمس حالات قتل متعمد وخمس حالات لإعاقات وعشر حالات سطو مسلح و 21حالة سرقة إضافة إلى ذلك تم تسجيل 25حالة اعتداء على أجانب أغلبهم من أفريقيا في العام الماضي. ونتيجة لانتشار ظاهرة الاعتداء على المواطنين الأجانب فإن الأجهزة الأمنية قامت بعمل جهاز أمني خاص منظم وموجه للحيلولة دون الاعتداء من قبل مجموعات من الشباب العنصري على الأراضي الأوكرانية. وبحسب المصادر المتوفرة من وزارة الداخلية فإنه بدأ العمل فيما يتعلق باستحداث أنظمة أمنية مختصة لمحاربة العنصرية والتي بدورها تقوم بعمل وقائي للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث، ويحمل هذا الجهاز شعار "أوكرانيا ضد العنصرية"، ويدعو إلى التعاون مع المهتمين من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية. وحرصاً من وزارة الداخلية وفروعها المنتشرة في المحافظات الأوكرانية فقد قامت الوزارة بعقد لقاء مع ممثلي الحملات الدبلوماسية وممثلي الجاليات لإخبارهم بأهمية إعلام الجهات الأمنية في حالة وقوع أي اعتداءات على أي مواطنين أجانب في أوكرانيا. وحسب مصادر الداخلية الأوكرانية فان هنالك تعاونا مع وسائل الإعلام من أجل أن يتم توثيق الوقائع المتعلقة بالأجانب وخاصة الأفارقة منهم توثيقاً صحيحاً كاملاً. يذكر أنه ومع حلول شهر إبريل "ذكرى ميلاد هتلر" تصدر العديد من الجهات الرسمية في روسيا الاتحادية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي نصائح للأجانب بتوخي الحيطة وأخذ الحذر من جرائم العنصريين "النازية" التي ترفع شعار "روسيا للروس " وتتخذ من يوم ميلاد "هتلر " يوما تكثف فيه من نشاطها، حيث تصل جرائمهم في كثير من الأحيان إلى القتل. كما تنصح الجامعات والمعاهد الروسية طلابها الأجانب بالمكوث في منازلهم يوم ذكرى ميلاد "هتلر" خوفاً من تعرضهم لمثل هذه الاعتداءات، كما تجدر الإشارة إلى أنه ومن أبشع الجرائم التي قام بها العنصريون حالة اعتداء بشعة لمجموعة شبان سعوديين، وقد راح ضحيتها شاب فيما أصيب آخرون كانوا في رحلة سفر بالعاصمة الأوكرانية "كييف".