قال رئيس مجموعة "سامسونغ" الكورية الجنوبية العملاقة لي كون هي أمس، إنه قدِم استقالته من منصبه كرئيس لأكبر الشركات التجارية الكورية الجنوبية، في خطوة مفاجئة أعقبت اتهامه في الأسبوع الماضي بالتهرب من الضرائب وخيانة الثقة.وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن لي قال في مؤتمر صحافي بث على شاشة التلفزيون الوطني "قررت الاستقالة من منصبي كرئيس لشركة سامسونغ. أريد التعبير عن اعتذاري العميق للتسبب بالقلق للرأي العام نتيجة التحقيق الخاص الذي أجري". وأضاف لي متوجهاً إلى أفراد الشركة "تعهِدت قبل 20عاماً بتحويل سامسونغ إلى شركة من الدرجة الأولى لكني آسف حقاً لأني لم أف بتعهدي". وذكرت الوكالة أنه منذ مطلع العام الحالي، واجهت سامسونغ، المعروفة حول العالم بأجهزة الهاتف الخلوي وشاشات التلفزيون المسطحة، تحقيقاً خاصاً تجريه لجنة حكومية في مزاعم تتعلق بالرشاوى وعمليات مالية مشبوهة ساعدت لي، البالغ من العمر 66عاماً، على تسليم إدارة المجموعة إلى ابنه الوحيد جاي يونغ.وتعتبر الفضائح المتعلقة بالفساد داخل شركة سامسونغ من المسائل العادية، غير أن التحقيق الخاص شكِل إحراجاً لعائلة لي لأنه أثير من قبل الرئيس السابق لفريق المحامين في المجموعة كيم يونغ شول الذي كشف علناً عن بعض الأعمال المشبوهة التي كانت تجري داخل المجموعة العملاقة.وتستخدم شركة سامسونغ حوالي 200ألف موظف في 59فرعاً.ونقلت الوكالة عن نائب رئيس المجموعة لي هاك سو أن منصب رئيس المجموعة سيبقى شاغراً وأن لي سو بين رئيس شركة سامسونغ للتأمين على الحياة سيتولى منصب ممثل المجموعة إذا كان ذلك ضرورياً.وفي إطار برامج الإصلاح داخل المجموعة، قالت سامسونغ إنها ستفكك دائرة "التخطيط الإستراتيجي" التي تتمتع بصلاحيات قوية والتي تتألف من حوالي 90موظفاً اتهموا بمساعدة رئيس المجموعة على إخفاء أصوله المالية وتحويل سلطة إدارة المجموعة إلى ابنه.وقال مسؤولون في المجموعة إن جاي يونغ سيقدِم استقالته أيضاً من منصبه كرئيس لخدمة الزبائن في شركة سامسونغ للإلكترونيات.وقال نائب رئيس المجموعة لي للصحافيين "بعد استقالة لي كون هي وإغلاق مكتب التخطيط الإستراتيجي، سيتولى أعضاء منتدبون الإدارة المستقلة للمجموعة". وأضاف "لقد عبر الرئيس لي عن رغبته في الاستقالة منذ آذار/ مارس الماضي". وكان لي ورث في العام 1991السيطرة على المجموعة من والده مؤسس شركة سامسونغ لي بيونغ شول.ويقول العديد من الاقتصاديين إن قسم الإلكترونيات في شركة سامسونغ تحولت تحت إدارة لي إلى أكبر صانع لذاكرات الكومبيوتر، وشاشات العرض السائلة، وشاشات التلفزيون المسطحة في العالم.وتشكِل المجموعة حوالي 20% من الصادرات الكورية الجنوبية، كما تساهم الضرائب التي تدفعها إلى الخزينة بحوالي 10% من دخل الحكومة الكورية الجنوبية.وغالباً ما كان يشير منتقدو الشركة إلى كوريا الجنوبية بأنها "جمهورية سامسونغ". وقال نائب رئيس المجموعة، الذي يعتبر أقرب المقربين إلى لي إنه سيتقاعد أيضاً "بعد الانتهاء من الأعمال المتبقية". وكانت اللجنة الخاصة أعلنت في الأسبوع الماضي أنها اكتشفت حوالي 4.5تريليونات وون (حوالي 4.6مليارات دولار) من الأموال الخاصة برئيس المجموعة، مودعة في حسابات مصرفية بأسماء تنفيذيين في سامسونغ.كما وجدت اللجنة أن لي تهرب من دفع ضرائب بقيمة 112.8مليار وون (حوالي 112مليون دولار) غير أنها لم تجد ما يثبت قيامه بعمليات إنشاء صناديق خاصة ودفع رشاوى.وإذا أدين رئيس مجموعة سامسونغ العملاقة، يواجه احتمالاً بالسجن لمدة خمس سنوات على الأقل ومدى الحياة كحد أقصى.غير أن المحللين يستبعدون أن يحكم على لي بالسجن، نظراً للسجل السابق للقضاة في كوريا الجنوبية بالتساهل مع العائلات أصحاب الشركات التجارية العملاقة في البلاد.وأشارت الوكالة إلى أنه في العام 2005، صدر حكم بسجن رئيس مجموعة "أس كا" الكورية الجنوبية شي تاي وون ثلاث سنوات بتهمة تزوير السجلات المالية، غير أن المحكمة العليا أوقفت تنفيذ الحكم.وفي وقت سابق من العام الحالي، حكم على رئيس شركة "هيونداي" شونغ مونغ كو بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد إدانته بتهمة الاختلاس، غير أن محكمة الاستئناف أوقفت تنفيذ الحكم أيضاً، متذرعة بأهمية الرجل بالنسبة للاقتصاد الوطني.