حذر خبراء اقتصاديون من أن ارتفاع أسعار الطاقة سيفضي إلى التوسع في استخدامات الوقود العضوي أو التقليدي المستخرج من الأشجار والمحاصيل الزراعية ما سيعمل على استمرار تنامي أسعار المواد الغذائية وتعميق حالة الفقر في العالم وإحداث اضطرابات في أجزاء من الكرة الأرضية. وأشار الخبراء في منتدى التمويل الذي عقد الأسبوع الماضي بواشنطن إلى أن هناك نتائج سلبية لاستخدامات الوقود العضوي مثل القضاء على الغابات وزيادة أسعار المواد الغذائية بسبب استغلال مساحات من الأراضي الزراعية لزراعة المواد المنتجة للوقود العضوي الذي تم التوسع في استعمالاته في الآونة الأخيرة في بعض الدول الصناعية. حيث قال المدير المنتدب بالبنك الدولي غريم ويلر في ورقة عمل تحت عنوان تقلبات أسعار النفط وآثارها الاقتصادية وإدارتها المالية "من المفارقات المؤلمة التي نشهدها اليوم الصلة بين ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. فهذا المزيج قد تكون له تبعات مضرة وتعميق لحالة الفقر والأمن الغذائي في العالم. إذ إن أسعار الطاقة أدت إلى رفع تكلفة الأسمدة والنقل وكانت بمثابة حافز لإنتاج الوقود الحيوي. ففي الولاياتالمتحدة، على سبيل المثال، اُستخدم ربع محصول الذرة - أي أكثر من 10% من الإنتاج العالمي - في إنتاج الوقود الحيوي هذا العام. ومع تضافر عوامل أسعار منتجات الطاقة المرتفعة والجفاف وزيادة الطلب، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 75% منذ عام 2005.وفي الأسبوع الماضي وحده، قفزت أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها خلال 20عاما وهو أمر مزعج على صعيد الأمن الغذائي العالمي". وقال ويلر أن أشد الناس فقرا على سطح هذا الكوكب هم أكثر الناس تعرضا لآثار تغير المناخ والذي جاء تبعا لممارسة الإنسان على هذا الكوكب، كما أنهم أيضا معرضون بدرجة كبيرة لآثار ارتفاع أسعار الوقود والغذاء. فعادة ما تشكل أسعار الغذاء والطاقة أكثر من 70% من سلة استهلاك الفقراء. أما العواقب على المدى البعيد فخطيرة. إذ إن الأسر الفقيرة ستخفض إنفاقها على استهلاك الغذاء وعلى التعليم، وستكون الفتيات دائما هنّ أول من ينسحب من الدراسة. وسيتزايد الاعتماد على الوقود التقليدي بما في ذلك من تبعات بيئية واضحة، تطال بقية شعوب العالم. وقد حذرت منظمة الغذاء العالمي أن التوجه نحو المزروعات لإنتاج الطاقة البديلة سوف يكون وضعا كارثيا على مستقبل الغذاء ومستوى الفقر في العالم لا سيما بعد أن لوحظ أن هناك دراسات لاستخراج الوقود من المحاصيل الزراعية والأعشاب بدأت الدول الصناعية تدعمها فعلى سبيل المثال خلصت دراسة شاملة إلى أن استخراج الوقود، من نوع من العشب سريع النمو، توفر طاقة تزيد بنسبة 540%، عن الكميات المطلوبة لإنتاج الوقود وتساهم وزارة الطاقة الأمريكية في تمويل إنشاء 6معامل تكرير من هذا الصنف بالولاياتالمتحدة. وستكون هذه المعامل جاهزة حوالي عام 2010ما أثار قلق المسؤولين في منظمة الأغذية. وعلى صعيد ذي صلة حذر تقرير جديد أصدرته الأممالمتحدة من التسرع في التحول إلى الوقود العضوي المستخلص من المواد الزراعية بسبب تأثيره الخطير على الكائنات الحية والبيئة، كما أن هذه الممارسات سيكون لها نتائج سلبية مثل القضاء على الغابات وزيادة أسعار المواد الغذائية بسبب استغلال مساحات من الأراضي الزراعية لزراعة المواد المنتجة للوقود العضوي. إلا أن هناك جهات تشجع على التوسع في استخدام الوقود العضوي ومن هذه الجهات الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة اللذان وضعا مؤخرا خطة لاستغلال الوقود العضوي على نطاق واسع كمصدر للطاقة بالنسبة للسيارات، تحت ذريعة أنه الأقل لانبعاث ثاني أكسيد الكربون. ودعا الخبراء إلى ضرورة التوسع في استثمارات الطاقة وتحسين الإنتاج وبناء مصافي التكرير لتوفير المواد البترولية المكررة التي تسهم في الحد من ارتفاعات أسعار الطاقة وكذلك دعم التنمية في الدول النامية وتوظيف عائداتها لفائدة البيئة.