كشفت الزيارة التي قام بها مؤخراً مدير معهد ماكس بلانك في ميونخ بألمانيا البروفيسور فرانك كراود لجامعة الملك سعود والتي التقي خلالها بمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان عن الدور الريادي الذي تقوم به الجامعة في التعاون الجاد والمثمر مع المعاهد العالمية المرموقة في مجال الأبحاث العلمية المتطورة، وفتحت الزيارة الباب أمام تعزيز الشراكة البحثية في مجالات تطبيقات الفيزياء، خصوصاً في مجالي الليزر والنانو بين جامعة الملك سعود ومعهد ماكس بلانك الذي يعد احد أشهر المؤسسات العلمية في ألمانيا، والذي نال خمسة عشر باحثاً منه جائزة نوبل العالمية منذ تأسيسه عام 1948.وقد أشار البروفيسور فرانك كراود إلى عالمية المعهد الذي يرعى داخل ألمانيا حوالي 80مؤسسة للبحث العلمي ولديه فروع في جميع أنحاء العالم ودائماً ما يأتي التعاون المشترك بين المعهد والمؤسسات العلمية بشكل منتج وتظهر من خلاله براءات اختراع، وهذا ما نأمله لمستقبل العلاقة البحثية المشتركة مع جامعة الملك سعود. وقد حرص البروفيسور كراود على زيارة معهد الملك عبدالله لأبحاث النانو في إطار تفعيل الشراكة البحثية بين الجامعة والمعهد، وأفصح البروفيسور كراود لمسؤولي المعهد عن الاتجاه الجديد لدى معهد ماكس بلانك في استخدام تقنية النانو في تطوير الأبحاث والمنتجات. وتختص تقنية النانو بالتحكم التام والدقيق في إنتاج المواد، وذلك من خلال التحكم في تفاعل الجزيئات الداخلة في التفاعل وتوجيه هذه الجزيئات إلى إنتاج مادة معينة، وهذا النوع من التفاعل يعرف بالتصنيع الجزئي ووضع الذرات أثناء التفاعل في مكانها الصحيح أو المناسب فلو تم توجيه وضع ذرات الكربون في الفحم عند إجراء التفاعل فانه يمكن إنتاج الألماس، وكذلك لو تم توجيه وضع ذرات الرمل عند إجراء التفاعل يمكن إنتاج المواد المستخدمة في إنتاج شرائح الكومبيوتر ويقدر الدكتور ريتشارد سمالي الحائز على جائزة نوبل في تقنية النانو إلى أن هذه التقنية سوف تساهم في كثير من المنتجات في مجال الزراعة والغذاء بقيمة 2مليار دولار، وستزيد إلى عشرين ملياراً بحلول عام 2010.الجدير بالذكر أن جامعة الملك سعود اهتمت بتقنية النانو والذي أصبح احد ابرز برامجها التطويرية والتي دشنتها مؤخراً لتحقيق الريادة العالمية للجامعة في مجال أبحاث النانو على مستوى العالم، وأنشأت معهد الملك عبدالله لأبحاث التقنيات متناهية الصغر (النانو)، والذي يهدف إلى نشر ثقافة البحث العلمي في مجال أبحاث النانو وإعداد وتأهيل الخبرات المحلية في مجال تقنيات النانو والاستعانة بالخبرات من خارج المملكة من متخصصين وتطوير البرامج الأكاديمية بالجامعة لتصبح مرتبطة بعلوم وتقنيات النانو، إضافة إلى وضع إستراتيجية للتعاون والتنسيق مع الجامعات والمؤسسات البحثية المحلية ونشر الوعي العلمي على المستوى الاجتماعي والتربوي بهدف دعم مشاريع وأبحاث النانو.