انسحب الجيش الاسرائيلي فجر امس من شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد ان توغل في المنطقة صباح الجمعة مخلفا وراءه سبعة شهداء وحوالي 28جريحا الى جانب إلحاق دمار كبير بالممتلكات والاراضي التي تعرضت للتجريف. وكانت مصادر طبية فلسطينية اعلنت اول من امس استشهاد المقاوم منذر أبو هويشل احد نشطاء كتائب الشهيد عز الدين القسام فيما أصيب اثنان آخران بجراح جراء قصف اسرائيلي استهدف مجموعة من المقاومين شرق مخيم البريج ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا منذ فجر الجمعة إلى تسعة. وكان ثمانية شهداء واكثر من 28جريحا بعضهم في حال الخطر الشديد سقطوا وذلك بعد استشهاد مواطن فلسطيني متأثرا بجراح اصيب بها صباح امس وسط قطاع غزة. وكانت مصادر طبية فلسطينية ذكرت ان اربعة فتية فلسطينيين وصلوا الى المشافي اشلاء مقطعة بعد قصف طائرات الاحتلال لمجموعة من المواطنين الفلسطينيين شرق مخيم البريج، والشهداء الاربعة هم" شهاب ابو زبيد ( 17عاما) وجهاد ابو زبيد ( 19عاما) ويوسف المغاري ( 17عاما) وعبد الرازق نوفل ( 19عاما)، وتم التعرف في وقت لاحق على هوية الشهيد يوسف سرحان ( 13عاما) متأثرا بجراحه التي اصيب بها في القصف الاسرائيلي شرق البريج، كما استشهد الفتى رياض العويسي ( 12عاماً). وكان مقاومان اثنان من كتائب القسام استشهدا فجر الجمعة في قصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي لمجموعات من المرابطين شرق قرية خزاعة جنوب قطاع غزة. وافادت مصادر طبية ان محمد مصطفى النجار وامين النجار العضوين في كتائب القسام استشهدا في قصفين متتالين لطائرات استطلاع اسرائيلية لموقع متقدم لكتائب القسام في المنطقة المذكورة. واضاف المصادر ان مواطنين اثنين آخرين اصيبا بجراح مختلفة نقلا على اثرها الى مشفى ناصر بخانيونس فيما لا زالت طائرات استطلاع اسرائيلية تحلق بكثافة في المنطقة. وكانت قوات إسرائيلية خاصة تسللت في الجهة المحاذية لمنطقة وادي غزة واعتلت عددا من المنازل وحولتها ثكنات عسكرية عرف منها منزل المواطن حسين أبو سعيد، ومن ثم تقدم عدد من الآليات والجرافات. وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن الحالة التي يعيشها قطاع غزة ناتجة عن حالة الصراع القائم بين برنامج المقاومة والبرنامج" الصهيوأمريكي" على أرض فلسطين. وقال الناطق الإعلامي باسم الكتائب أبو عبيدة في تصريحات صحافية له :" هذا الحصار وهذا الثبات ربما هو إنموذج لم يمر إلا نادراً في التاريخ الحديث الذي نعلمه وبالتالي هذه المرحلة نحن نقرأها بأنها التي تسبق جولة من النصر الحتمي القادم بإذن الله". وعن استمرار التهديد باستهداف القطاع، قال أبو عبيدة:" هذه التهديدات تأتي في سياق الفشل الذريع للاحتلال في المعركة مع المقاومة الفلسطينية خاصة" إلا أنه كشف أن قوات الاحتلال لا تستطيع تحقيق أهدافها المعلنة. وأوضح أن قوات الاحتلال لم تحقق من عملياتها سوى قتل الأبرياء والمدنيين والأطفال، مشيرا إلى أنها" استخدمت سلاح الجبناء الذي يستطيع صاحب أي قوة غاشمة أن يفعله". وحذر الناطق باسم كتائب القسام الاحتلال من مغبة توجيه أي ضربات تجاه قطاع غزة أو الأراضي الفلسطينية بما فيها قيادات شعبنا، مضيفا "أي اجتياح قادم على قطاع غزة ستكون نتائجه مرعبة للاحتلال وسوف يتكبد خسائر فادحة، لأننا أعددنا للاحتلال ما بوسعنا وكل ما نستطيع رغم ضعف الإمكانات". وتابع:" إننا عازمون على صد هذا العدوان، وعلى الثبات في وجهه وأي عدوان قادم على قطاع غزة سينكسر ولن يحقق شيئاً من أهدافه". وأكد أن الحصار لا" يمتلك أي مقومات للصمود أمام صمود شعبنا"، مشددا على أن شعبنا يزداد إصراراً على كسر الحصار عاجلاً أم آجلاً. ونفى أبو عبيدة أن يكونوا في "القسام" يجهزون لتفجير واقتحام الحدود مع مصر، معبرا عن أسفه للحشود المصرية على الحدود، واستطرد قائلا:" نحن لا نوجه تهديداً إلى أي دولة عربية". وأضاف:" الذي يحاصر شعبنا يعرف نفسه جيداً وعليه أن يتراجع قبل فوات الأوان وأن يكسر الحصار".