ألقى د. فهد العبري أستاذ التاريخ بجامعة القصيم محاضرة بعنوان الجذور التاريخية لظاهرة العولمة بالنادي الأدبي بالطائف، حيث قال: ان فكرة العولمة تم استخدامها وتسويقها من قبل "الرومان" وقد سميت في الكتب التاريخية باسم "الرومنة" وان أحد أهم أسباب عدم القدرة على إيجاد ظاهرة العولمة هو اختلاف آلية التسويق بين العالمين القديم والحديث أي أنها فكرة دعائية في الأصل حتى أصبح الاقتصاد المركب أهم الركائز الذي يحمل هذا الفكر للعام الخارجي، حتى فشل العالم في التفريق بين العولمة كفكرة وبين الاقتصاد كوسيلة أي أنها نمط الإنتاج الرأسمالي إلى نقطة الانتقال من نقطة السوق إلى عالمية دائرة الإنتاج فهي جاءت نتيجة انهيار الشيوعية وانحلال الاشتراكية حتى جاءت العولمة اليونانية نتيجة هزيمة الامبراطورية الفارسية على يد الاسكندر المقدوني وبذلك انهار أحد قطبي العالم القديم مما سهل تنفيذ المشروع السياسي العولمي. من جانبه علق د. علي الحارثي على أن العولمة بهذا الطرح قد خرجت إلى التصادم بين الثقافات والشعوب وهنا يهدم عمارة الإنسان للأرض وأنها أداة تواصل بين الشعوب لا معول هدم ودمار ولابد من استقراء البعد التاريخي لنشر ثقافة التفاهم والإصلاح.. ورداً على مداخلة د. مصطفى السعدني حول انهزامية الفكر اليوناني بسبب تغيير الإسلام لكثير من الأمور من خلال ثقافة دينية اجتماعية خاصة ومن خلال الحوار بين الحضارات المختلفة مستغرباً عدم تعريج المحاضر على هذا التأثير فجاء رد د. العبري بأن الطرح الأكاديمي لا يعترف بالتعصب القومي وانه في صدد التأصيل لتاريخ ونشأة العولمة لا التفصيل في مساوئ وإيجابيات الظاهرة. وحول مداخلة أ. خديجة قاري حول قراءة الغرب لتاريخ ابن خلدن حتى وقفوا على الخلفية الثقافية العربية فجاء الرد بضرورة إعادة تدوين وتسهيل التاريخ ليسهل قراءته للآخر وبضرورة قراءة تاريخ الأمم الأخرى للوقوف على التداعيات السياسية والعسكرية التي تخطت الحواجز الجغرافية والسياسية والفكرية.