في بحر عميق، وفي جوفه كنت غريق، استطعم الماء المليح كنت أغرق، الدمعة أحبسها، العبرة تحاصرني من كل اتجاهات نفسي، عبرتي نزفت همي.. شكوتي تعدت حدي، ألمي زاد من قهري، كنت أبحث عن أملي، نسيت طوحاتي وتكاثرت علي أمنياتي، أمنيات بالرجوع لحياتي، وعيش أحلى من حياتي، بعد موقف قد قرب مماتي، فدعوت رب الكائنات، بعودة لمسح غلطاتي، وعرفت أجل ما في الحياة، من نعم وإبمان برب السماوات فموجة ترفع جسدي الهزيل، وموجة تدفعني للبعيد.. عيناي ترف بنظر حبيب طال بعده.. أنا أرتفع نحو السطح الأبيض، القمر الأبيض، الأمل الأبيض، الشهر في منتصفه، البحر يعكس نور القمر ذو البياض الساطع، حتى بدا لي لون البحر أبيضا.. التقطت وبصعوبة أول نفس لي في ليلة باردة، جميلة، هادئة، وغريبة. نصف جسدي داخل البحر الأزرق المبيض، والنصف الآخر يحكي النظر. وشكري للرحمان، لاستجابة دعائي.. الهدايا عائمة من حولي، وبجوفها تعابير كل من حبني، فالثقيل منها سيغرق والخفيف منها طبعاً سيطفو، والثمين منها سيبقى بحوزتي، هدايا بثلاثة أنواع فالثقيل والخفيف والثمين كلها بنظري نوع واحد، نوع الحب والتقدير، نوع الشكر والتعبير.. والمفاجأة أن جميع الهدايا ستغرق، وسبأقى لوحدي تائه، لا أعرف القريب ولا البعيد، فقراري الأخير، أن أنام في سطح البحر اللامع.