تمتاز المملكة العربية السعودية بميزة لا أراها توجد في دولة من الدول سواها وهي حفظ حقوق الإنسان ذات المصدر الإلهي وأقصد بذلك الحقوق التي أمر الله تعالى بها سواء في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فالمملكة العربية السعودية كما يعلم الجميع تتشرف بتطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف شؤونها بما في ذلك حقوق الإنسان التي أقرتها تلك الشريعة الإسلامية الغراء وبالتالي امتازت هذه الحقوق بميزات عظيمة وكثيرة من أبرزها ما يلي: أولاً: أن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية تمتاز بالعدل والإنصاف فالذي أمر بهذه الحقوق وأوجبها هو من خلق الإنسان وبالتالي فإنه سبحانه وتعالى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقر إلا ما فيه صلاح لهذا الإنسان لأنه هو الأعلم بأحواله وما يناسبه وكذلك ما لا يناسبه. ثانياً: أن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية تمتاز بشمول جميع بني الإنسان سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين رجالاً كانوا أو نساء صغاراً أو كباراً طلقاءً أو سجناءً.. الخ. وهذا الشمول يجعل لهذه الشريعة مصداقية فلا يبقى أحد من بني الإنسان وحتى غير بني الإنسان كالحيوان مثلاً إلا وقد جاءت الشريعة بحفظ حقوقهم وحرم الله تعالى التعدي عليها.. ثالثاً: أن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية تمتاز بالاستمرار وهذا نابع من أن هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان وبالتالي مهما تقدمت الدول أو تطورت العلوم أو استجدت مستجدات فإن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية تبقى متوافقة مع هذا التطور والتقدم ولديها من المرونة ما يجعلها تستوعب الجديد مع ثباتها في أصل التشريع بما هو ثابت في النصوص وبما لا يجعلها تحتاج إلى تجديد أو تغيير لما هو موجود من الحقوق الثابتة في القرآن والسنة والسبب أنها جاءت من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى. رابعاً: أن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية منضبطة فلا تتعدى حقوق الشخص لتصادر حقوق الآخرين ولا تتعارض حقوق الشخص مع حقوق المجتمع فكل من الفرد والمجتمع قد حفظت حقوقهما بشكل منسجم تماماً وهذا بدوره يحقق الاستقرار الاجتماعي ويحمي حقوق الآخرين. @ عضو الجمعية الفقهية السعودية