حذرت وسائل إعلام روسية من أن الفاشية شنت في روسيا حربا حقيقة غير معلنة، في ظل عدم مسارعة السلطات لاتخاذ إجراءات حازمة. حيث وقعت في شهر يناير الماضي 38عملية اغتيال على أرضية قومية، وأصيب ما لا يقل عن 113شخصا بجراح. وأفادت معطيات المركز الإعلامي التحليلي "سوفا" أن عدد الذين عانوا من ممارسات أنصار القومية المتعصبة في روسيا في شهر مارس لا يقل عن 33شخصا اغتيل 10منهم. وأكثر المهاجمات على أرضية الحقد القومي ترتكب في موسكو وسانت بطرسبورغ ونيجني نوفغورود. وأن ضحايا حليقي الشعر الذين يعدون في روسيا بين 60و 70ألف شخص غالبا ما يكونون من مواطني الجمهوريات السوفييتية السابقة وبالدرجة الأولى من القفقاس ومن كازاخستان ومن آسيا الوسطى. ويقتل على أيدي المتعصبين قوميا كذلك ممثلو بلدان آسيا وإفريقيا. وأوردت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية من بين جرائم حليقي الشعر هؤلاء في شهر آذار عملية الهجوم التي أسفرت عن مقتل أحد الفتيان، واغتيال شخصين من مواطني أذربيجان في سانت بطرسبورغ وصبي روسي في فورونيج الذي استورث جلده الأسمر وشعره الأسود وعينيه السوداوين من أمه من جمهورية اديغيا الروسية. وجرت مهاجمات على مواطنين من آسيا وإفريقيا في موسكو وسانت بطرسبورغ وفورونيج وغيرها من المدن. وكتبت الصحيفة ان العصابات تجبر كل فرد من المشاركين في الهجوم على طعن المجني عليه مثبتا اخوة الحقد برابطة الدم. وليس هذا سوى القمة الظاهرة لممارسات التجنيد النشيطة إلى درجة غير معقولة للزمر التي تسمى في المجتمع للتبسيط "بحليقي الشعر". وهذا يعني استمرار التجنيد النشيط للمتطوعين. وأوردت الصحيفة وقوع 4اغتيالات لمواطنين من طاجكستان في موسكو في المنطقة الشمالية والمنطقتين الشرقية والغربية وجنوب العاصمة في يوم واحد (السادس عشر من مارس المنصرم). وهذا ما يسمى "بالصيد" أي عملية إرهابية مرسومة حسب قول الصحيفة. ويؤكد المدافعون عن الحقوق أن السلطات تقر بلا رغبة بالدوافع العنصرية للجرائم ضد ممثلي الأقليات القومية وبالنتيجة فإن مثل هذه الجرائم غالبا ما تسجل كعمليات "طيش" أو اعتداء. وتتهم الصحيفة في واقع الحال الشرطة وهيئة الأمن الفيدرالية بعدم تنفيذ واجباتها في حماية النظام الدستوري ومكافحة الإرهاب. وتذكر الصحيفة بأن الحديث يدور عن المنظمات المسلحة الغفيرة الأعداد والتي "تعمل على أساس سري بحت وتوسع بنشاط ممارساتها وتختار الإرهاب والاغتيال كأداة رئيسية لإشاعة عقيدتها السياسية الهادفة مباشرة لتقويض أركان دستورنا" وحسب رأي الصحيفة فقد كان من واجب هيئة الأمن الفيدرالية أن تنظم عملها منذ أمد بعيد بخصوص "حليقي الشعر" ودس أعضائها في عصاباتهم وتعداد كافة أعضائها وتسجيلهم وتدمير منظماتهم وتسلم أوسمتها فيما بعد. واضافت الصحيفة انه يكفي الإعلان على أعلى مستوى حكومي عن بدء مكافحة هذه المنظمات حتى تجد أن قسما كبيرا من المستنقعات الاجتماعية الآسنة التي تدعم المسلحين ينزوي جانبا خوفا من العقاب. وإلا فان روسيا التي يعيش فيها 180شعبا بموجب الإحصائيات الأخيرة وليس سوى اثنين من 3هم من قومية روسية، إنما تنهار وحسب. وهناك قسم كبير من موظفي الأجهزة الأمنية يشاطر نظرات الروحية القومية العادية - حسب تأكيد الصحيفة. وحسب قول رئيس تحرير الصحيفة دميتري موراتوف الذي ألقى كلمة مباشرة من إذاعة "صدى موسكو". وبعد نشر المقالات بدأت ترسل إلى الصحفيين رسائل تهديد. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أكد لرؤساء دول رابطة الدول المستقلة في فبراير الماضي أن روسيا ستكافح كره الأجانب وبغضهم وقال: "سنكافح بلا هوادة وباستمرار" وأوردت صحيفة (موعد الأنباء) أن الإجراءات سرعان ما اتخذت فقد بدؤوا بدعوة حليقي الشعر فعلا "للمحادثة" في مراكز الشرطة. والتقطوا صورهم هناك والتقطوا طبع الأصابع واقترحوا كتابة "توضيحات". وكان على كتابها أن يقروا بأنهم ليسوا أعضاء في المجموعات غير الاعتيادية ويتخذون موقفا "حياديا" من المنحدرين من شمال القفقاس وآسيا الوسطى ولم يضربوهم قط ولم يجرحوهم أو يغتالوهم. وبعد ذلك أطلقوا سراحهم جميعا. كما أورت وكالة "إسلام نيوز" قول مديرة عام مركز القضايا السياسية العرقية في وسائل الإعلام سوليتا كوسوفا التي تقول إن اغتيال مواطني رابطة الدول المستقلة التي غالبا ما تقع في روسيا إنما تتنافى والأفكار والعقائد الإستراتيجية التي يحاول الكرملين تجسيده حاليا عن طريق تنفيذ مختلف البرامج. وقالت كوسوفا في الوقت الذي تحاول فيه روسيا تنظيم علاقاتها مع بلدان الرابطة "برز بين ظهراني مواطني طاجكستان طراز كامل من الأغاني - الأغاني الجلادة حول القتلى في روسيا". والسلطة لا ترى أية مشكلة مع حليقي الشعر في روسيا، فلو ارتأت السلطة ذلك فليس من الصعب عليها قطعا الإجهاز على حليقي الشعر وغيرهم من الحركات القومية المتعصبة. ويتهم المفوض لحقوق الإنسان في روسيا الاتحادية فلاديمير لوكين الأجهزة الأمنية ولا مبالاة المجتمع في الجرائم التي تتكرر على أرضية قومية. وقال لوكين ومن الواضح كليا أن هناك نزعة وبالتأكيد هناك منظمون وملهمون سرا - وحتى أن لم يكن هناك مقر موحد.