تجدد القلق العالمي على مسار أسعار المواد الغذائية الأساسية واحتياطياتها في ظل توجه بعض شركات الطاقة الغربية إلى مضاعفة إنتاج وقود الديزل الحيوي من أنواع الغذاء مثل الذرة وقصب السكر وفول الصويا ما أدى إلى تنامي أسعار الغذاء ونقص العرض أمام الطلب وتهديد أمن الغذاء العالمي والضغط على اقتصاديات الشعوب ما قد يفاقم من مشكلة الفقر ويزيد من الاضطرابات والصراعات. وتشير الإحصائيات التي صدرت هذا الأسبوع إلى أن زيادة المساحات الزراعية في بعض البلدان لم تفلح في تحسن المعروض من المواد الغذائية ، كما أن اختلال التوازن بين العرض والطلب في الأسواق الدولية قلل من إنتاج الغذاء عالي الجودة والتي كانت تختص به أسواق صاعدة متسارعة التصنيع مثل الصين والهند وهو الأمر الذي ضاعف من أسعار المواد الغذاء خلال الأشهر الماضية وأحدث شح ينبئ بوقوع مشكلة وخاصة في منتجات الحبوب التي تشكل العمود الفقري لغذاء الشعوب. ولا تخف منظمة الأغذية والزراعة العالمية وجلها من أن تضاعف حجم إنتاج وقود الايثانول المستمد من الذرة وبعض المنتجات الأخرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والبرازيل والصين والذي يصل حاليا إلى أكثر من 10ملايين طن ومن المقرر أن يرتفع إلى 21مليون طن قبل عام 2016م متناغما مع موجة الجفاف التي تلف أجزاء كبيرة من الأرض سوف تفضي إلى رفع أسعار المواد الغذائية بما في ذلك المصادر الحيوانية وتخلق مشكلة في توسع دائرة الجوع وارتفاع معدلات الفقر. وساهم ارتفاع أسعار المواد البترولية خلال السنتين الماضيتين في التوسع بإنتاج الايثانول أو الوقود الحيوي حيث إن إنتاجه يعد مكلفا مقارنة بإنتاج الوقود من النفط فعلى سبيل المثال فإن إنتاج لتر من البنزين من المادة الحيوية يصل إلى أكثر من 60سنتا بينما تصل تكلفة إنتاج لتر من البنزين من النفط أقل من 44سنتا، غير أن ارتفاع الطلب على المواد البترولية المكررة وتنامي أسعرها شجع شركات الطاقة على توسيع استثماراته في هذا المجال رغم تأثير ذلك على توفر الغذاء. من جهة أخرى تعززت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية أمس الجمعة فوق 105دولارات للبرميل لخام ناميكس القياسي مدعومة بتوجه صناديق الاستثمار إلى المتاجرة بالنفط في ظل تذبذب صرف سعر الدولار أمام العملات الأخرى، وكذلك تراجع أسعار الذهب والمعادن النفيسة. ويتوقع المراقبون أن تحوم أسعار النفط عند هذه المستويات خلال الأسبوع القادم وأن لا تسجل زيادة في المعدلات السعرية متكئين في تحليلاتهم على زيادة إمدادات النفط الخام الأمريكية بمقدار 7.32ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي مقابل تراجع الطلب الذي قدر بنسبة 1.3% عن مستوياته للأربعة أسابيع الماضية وإذا ما تناغم ذلك مع هبوط الطلب العالمي على الوقود فإن الأسعار ستظل في هذه المستويات أو قد تلامس مستوى 100دولار للبرميل لا سيما لخام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية. أسعار الذهب تراجعت متأثرة بتحسن سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى حيث هبط أمس إلى 903دولارات للأوقية، كما انخفضت الفضة إلى 17.32وتراجع البلاتين إلى 1975دولاراً ، بينما ارتفع البلاديوم قليلا إلى 443دولارا.