نظم مركز شؤون الإعلام لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي في أبوظبي..ندوة حول "الخطاب الديني التنويري والتلاقي الحضاري بين الناس" .. بمشاركة عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعدد من الباحثين والمختصين في دراسات الأديان السماوية . وبدأت الندوة بكلمة للمطران يوحنا جنبرت متروبولت حلب للروم الكاثوليك.. ونوه بالتنوع الذي يشهده مجتمع الإمارات الذي يحتضن العديد من الجنسيات من مختلف الأعراق والأديان .. مشيرا إلى أن الإمارات تجسد العولمة بأبهى صورها وان طريق من يرغب في التعرف على التسامح والعيش المشترك تبدأ من دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال إن الطريق إلى التفاهم والتعايش الأخوي والصداقة بين أبناء الوطن العربي هو التمسك بتراثنا وثقافتنا العربية وانتماءاتنا الوطنية وفكرنا الديني وشرائعنا الأخلاقية المستمدة من كتبنا السماوية المقدسة المنفتحة على بعضها البعض في حوار تعايش تيسره لها وسائل النقل والإعلام والاتصالات الحديثة وسوف تتبارى هذه الدول في سباق نحو النمو من خلال تطوير الإنتاج الفني والزراعي والصناعي والسياحي مؤكدا ان هذا كله ييسره الانفتاح الثقافي المتنامي والتبادل التجاري الحر والتخطيط الاقتصادي السليم والتسلح بالإيمان والعلم والآلة والحاسوب وسائر التقنيات المستحدثة . وذكر أن التنوير الديني كان وما يزال ركناً أساسياً من أركان البناء الحضاري في العالم كما أن شرقنا العزيز يفاخر بأنه مهد الديانات السماوية ومنبت ما زرعته تلك الديانات من حس إنساني وقيم أخلاقية وقواعد اجتماعية راسخة تيسر الحياة المشتركة بين البشر وتقوّمها . وقال إن الدين بما يوحيه إلى المؤمنين من تعاليم سمحاء يُحسن العلاقات في المجتمع ويخلق جواً تآلفياً من التوافق الأخوي والصدق في المعاملة من شأنه أن يشكل المناخ الحيوي الضروري للحياة الإنسانية الآمنة والمتطورة . ونوه إلى أن التعبير الصحيح عن الالتزام الديني في المجتمع لا يمكن أن يتم إلا عن طريق المعاملة لأن الدين معاملة ومن أبهى مظاهر الحياة الدينية الحقة ممارسة الفضائل وأهمها ..الجد والصدق والإخلاص والعطاء والتسامح والمسالمة والمحبة وهذه الفضائل كما هو واضح هي عين القيم المميزة التي يتحلى بها المواطن الصالح الذي يمكن الاعتماد عليه في المجتمع ..وإن القاعدة الأساسية في أخلاق أهل الكتاب تدعو الذين آمنوا بالله وبأنبيائه وتحثهم على التلاقي والتعاون متخطين الفوارق التعبيرية التي قد تميزهم ظاهريا ونظريا وسائر الاعتبارات الاجتماعية القبلية منها والعائلية والمالية والطائفية فكل مسلم وكل مسيحي هو أخ محبوب له كل الاعتبار والاحترام رغم فرادة رأيه واختلاف سبله إلى الله عز وجل . وعلى هذه القاعدة الأساسية في التعامل يقوم بنيان الصرح الاجتماعي الواحد صرح يحترم فيه الناس بعضهم بعضا معتبرين حقوق الأفراد والجماعات واجبا مقدسا مقدرين مصلحة الآخرين حق قدرها وعاملين على التعاون فيما بينهم والتضامن المثمر خيرا للجميع فلا يتعدى أحد على الآخر في ماله أو عرضه أو شرفه أو ممتلكاته مهما كانت الاعتبارات ومهما كان السبب . وأشار إلى أن الدعوة إلى التسامح والتآخي ومقاومة الأحقاد والضغينة وزرع المحبة تأتي باتفاق كافة رجال الدين في بلادنا العزيزة على التكاتف والعمل يداً واحدة في حملة مقدسة تبني أركان الأسرة الوطنية وفي جهاد في سبيل الله يحقق لعباده السلام والطمأنينينة وهناء العيش . ومن جانبه قال السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية بديوان صاحب السمو رئيس الدولة إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تواصل على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد والقائم على رعاية العلم والتسامح واحترام رجال الدين.. مؤكدا حرص سموه الدائم على إعلاء التفاهم والحوار لحل أي مشكلات. واكد الدكتور أحمد نور الدين الزامل رئيس قسم الإفتاء والبحوث بهيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي أن الإمارات دولة رائدة في تشجيع اللقاءات والانفتاح بين رجال الدين.. مشددا على أهمية الحوار والتسامح والتلاقي بين اتباع الديانات وجميع فئات المجتمع للتجسير والتقريب فيما بينهم من أجل راحة الإنسان وهي الرسالة التي جاءت بها كافة الأديان السماوية ودعا إلى التكاتف وحسن الخلق في التعامل مع الآخر حيث انه روح الدين وأصله.