قال منظمو اكبر معرض للاعمال الزراعية في الشرق الاوسط انه ومع مواجهة دول العالم لخطر تناقص المواد الغذائية، يتوجب على دول مجلس التعاون الخليجي مجابهة المخاوف المتزايدة المتعلقة بالامن الغذائي من خلال تخفيض اعتمادها على استيراد احتياجاتها التي تبلغ 01مليارات دولار سنويا. ففي الوقت الذي يتزامن فيه نقص المحاصيل الزراعية العالمية مع تزايد الطلب، شهدت اسعار بعض المواد الغذائية الاساسية كالارز والقمح والالبان وزيوت الطهي ارتفاعا مستمرا في منطقة الشرق الاوسط. وقال جيم ملتز مدير معرض اغرا الشرق الاوسط الذي ينعقد في مركز دبي العالمي للمعارض بين 8- 01ابريل المقبل: "هناك ازمة تتشكل تهدد بنقص المواد الغذائية حيث تعمل عوامل مثل التسخن المناخي العالمي وانهيار الدولار والانفجار السكاني وحتى بدائل الوقود على المساهمة في خلق اكبر ازمة في القرن الحادي والعشرين". واضاف قائلا: "مع تواصل ارتفاع الاسعار العالمية تعتبر هذه المشكلة بالغة الحدة بالنسبة للعالم العربي الذي يستورد ما قيمته 01مليارات دولار على الاقل من احتياجاته الغذائية سنويا مما يضغط بصورة اكبر على المستهلكين والاقتصادات الاقليمية". ويقول البنك الدولي ان اسعار المواد الغذائية العالمية ارتفعت بنسبة 57% منذ عام 0002فيما ارتفعت اسعار القمح 002%. كما سجلت تكاليف مواد اساسية كالارز وحبوب الصويا مستويات قياسية ووصلت اسعار الذرة الى اعلى مستوياتها في 21عاما. وتضغط الاسعار المتزايدة للحبوب على تكاليف اللحوم والدواجن والبيض والالبان. كما ان تحويل مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية لمحاصيل الوقود الحيوي يسهم في تخفيض الانتاج العالمي في الوقت الذي يتجه في الطلب الى التصاعد. ففي العام الماضي تم تحويل ربع محصول الذرة في الولاياتالمتحدة الى الايثانول الذي يستخدم وقودا للسيارات. وتزود الولاياتالمتحدة نحو 06% من صادرات الذرة العالمية. وقال ملتز: "مما يزيد من تعقيد المشكلة ان معظم دول الخليج تتعرض لضغوط تضخمية اضافية بسبب ربط عملاتها بالدولار الامريكي المتهاوي خاصة حينما تستورد احتياجاتها الغذائية من دول ذات عملات اقوى". وتشير تقديرات ان اسعار المواد الغذائية في الامارات العربية المتحدة على سبيل المثال ارتفعت 03% العام الماضي ومن المتوقع ان ترتفع 04% العام الحالي. واضاف ملتز قائلا: "مع تغطية وسائل الاعلام بصورة شبه يومية في انحاء المنطقة لتزايد اسعار المواد الغذائية الاساسية، يتصاعد القلق حول مسألة الامن الغذائي والحاجة الى استراتيجية مشتركة في العالم العربي". وتحدث رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مؤخرا عن ضرورة تحقيق العالم العربي للاكتفاء الذاتي الغذائي وتخفيف الاعتماد على الاستيراد. وقال ميلتز: "يتوجب على قطاع الاعمال الزراعية في المنطقة ان يصعد من جهوده اكثر من اي وقت مضى، ففي الوقت الذي يشهد فيه الشرق الاوسط تطورات مهمة في القطاع الزراعي، فلا زال على دول الخليج ان تعتمد على بقية دول العالم في تأمين 09% من احتياجاتها من المواد الغذائية. وتصل قيمة الواردات الغذائية للامارات وحدها سنويا الى ما بين 3.5- 4مليارات دولار". واضاف انه بالرغم منذ ذلك، تبذل دول المنطقة جهودا كثيفة للتغلب على الظروف المناخية والموارد المائية المحدودة والتربة الفقيرة لتأمين جزء من احتياجاتها الزراعية من خلال تبني تقنيات متطورة ومعدات وآلات وخبرات وتوفير استثمارات للقطاع الزراعي. فعلى سبيل المثال، استصلحت الامارات في السنوات الاخيرة اكثر من 327.837هكتارا من الاراضي غير الصالحة للزراعة، ويوجد الآن اكثر من 3136دفيئة زراعية و 22.797مزرعة تنتشر في الإمارات. وقال ملتز: "ان الطلب المتزايد باستمرار مع النمو السكاني متضافرا مع الحاجة لتقليص الاعتماد على الواردات هي من العوامل الرئيسية التي تسهم في تحقيق نمو هائل لقطاع الاعمال الزراعية في المنطقة". يذكر ان الراعي البلاتيني لمعرض أغرا الشرق الاوسط هو كايرو ثري ايه، وهي مجموعة من الشركات المتكاملة المتخصصة في توريد السلع الزراعية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بما فيها نشاطات التجارة وخدمات التحميل والتفريغ ومنشآت التخزين والنقل والتوزيع.