هنالك جدل حاد بين الأخصائيين في الولاياتالمتحدة حول ضرورة ومنفعة الختان. ففريق منهم يدّعي أن لا فائدة له وقد يسبب المضاعفات كتشويه العضو التناسلي والناسور البولي والندبة والنزيف وقد يؤثر على حساسية الحشفة أثناء الجماع بينما الفريق الآخر يدحض تلك المزاعم مؤكداً أن مضاعفات عملية الختان نادرة على يد جراحين خبراء في القيام بها وأنه يقي من الالتهابات البولية عند الأطفال. وفي مقالة للدكتور "نيدربرغر" نشرت حديثاً في الرسالة الإخبارية الشهرية للجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية تطرق فيها إلى أهمية الختان بالنسبة إلى الوقاية من الإصابة بنقص المناعة المكتسب أو الأيدز. فأبرز هذا الأخصائي في مدينة شيكاغو أنه عبر القرون الماضية كان الاعتقاد أن الختان يقلل من نسبة حدوث الالتهابات الزهرية والبولية. وحديثاً وتحديداً في سنة 1986م اقترح الدكتور "فينك" ولأول مرة أهمية الختان بالنسبة إلى تفادي الإصابة بمرض الأيدز ونصح الأخصائيين القيام بتلك العملية البسيطة لتلك الغاية. وفي تموز (يوليو) 2005م أظهرت نتائج اختبار قام به الدكتور "افرت" وزملاؤه في افريقيا الجنوبية على 3000رجل تراوحت أعمارهم بين 18و 24سنة خضع نصفهم للختان وقورنوا بالنصف الآخر الذي لم تجر لهم تلك العملية وتوبعوا لمدة سنتين، أن نسبة الإصابة بمرض الإيدز كانت أعلى عند الرجال الذين لم يتم ختانهم بمعدل 49حالة مقارنة بعشرين حالة للرجال الذين خضعوا لتلك العملية مما يؤكد فعاليتها بتخفيض نسبة الإصابة بهذا الالتهاب الفيروسي الخطير بمعدل حوالي 60%. ورغم تلك النتائج الإيجابية شكك بعض الخبراء بها مما دفع الباحثين بالقيام باختبارات إضافية لإثبات تلك النظرية. ففي سنة 1428ه الموافق 2007م ظهرت نتائج جديدة من افريقيا تؤكدها. فقد قام الدكتور "غراي" وزملاؤه من مدينة "بكاي" في أوغندا باختبار على 5000رجل خضع نصفهم للختان وأظهرت نتائجه أن نسبة الإصابة بالإيدز كانت 132حالة لكل 100رجل غير مختونين و 0.66لكل 100رجل خضعوا للختان مع معدل 51% من الحماية ضد مرضى الإيدز عند هؤلاء الذين تم ختانهم. وفي نفس السنة قام الدكتور (بايلي) وزملاؤه في مدينة كيزومو في كينيا بدراسة مماثلة على 2800رجل أجريت لنصفهم عملية الختان وأظهرت مجدداً تدني الإصابة بمرض الإيدز بنسبة حوالي 53% بعد الختان مع نسبة الإصابة بمعدل 4.2% للرجال الذين لم يتم ختانهم وحوالي 2% لهؤلاء الذين خضعوا لتلك العملية، وكانت نسبة المضاعفات لتلك العلمية في الدراستين حوالي 1.5% و3.6% فقط. ورغم أن تلك الاختبارات التي تمت في إفريقيا حيث يوجد أكبر عدد من المصابين بمرض الإيدز بنسبة حوالي 80% من مجموع الحالات العالمية قد أكدت منفعة الختان بالنسبة إلى الوقاية من الإصابة بهذا المرض الذي ينتقل في معظم الحالات في تلك البلاد عبر المجامعة غير الوقائية بين الرجال والنساء في حوالي 90% من تلك الحالات إلا أن منفعتها في البلاد الأخرى كالولاياتالمتحدة وأوروبا لا تزال مشبوهة وغير أكيدة حسب آراء بعض الخبراء. وأما بالنسبة إلى آلية الختان بالنسبة إلى الوقاية من مرض الايدز فهي تعود إلى تمزيق جلد الحشفة أثناء الجماع مع انتقال الفيروسات عبره أو تكدس الفيروسات في غدد هذا الجلد وانتقالها لاحقاً إلى المهبل أثناء الجماع. وتلك النظريات غير الثابتة لا تزال قيد الدرس في الوقت الحاضر في العالم الغربي. وقد نصحت الجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية الأخصائيين الأخذ بعين الاعتبار نتائج الدراسات الافريقية عندما يقومون بتقييم منفعة الختان ويوصون بإجرائه لأهل الأطفال ولكن بدون الجزم حول فعاليته التي لم تثبت بعد في الولاياتالمتحدة والدول الأخرى غير الإفريقية.