أعلن المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم بن عثمان القصبي عن تأسيس أول وحدة على المستوى الإقليمي لعلاج أمراض القولون والمستقيم والمفاغرة المعوية في تخصصي الرياض، مشيرا الى انها سوف تخدم 7آلاف مريض سنويا. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمس في حفل افتتاح المؤتمر السعودي السابع لجراحة القولون والمستقيم والذي ينظمة تخصصي الرياض مستشفى في فندق فورسيزن. وقال ان هذه الوحدة ستشكل الذراع المساعد لقسم جراحة القولون والمستقيم ، وستقدم خدماتٍ متخصصةً ومتقدمةً مثل معالجة مرضى المفاغرة المعوية، ومرضى عدم التحكم في الإخراج، وكذلك متابعة جميع الأسر المصابة بمرض لحيمات القولون العائلي. واكد على ان هذه الوحدة ستكون على غرار ما يوجد في المراكز العالمية المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال، مشيرا الى انه سيتم تدريبُ جزءٍ من طاقم الوحدة في (كليفلاند كلينك) في الولاياتالمتحدةالأمريكية. إضافة إلى ذلك، ستقوم هذه الوحدة بتأسيس برنامج دبلوم تمريضي لمعالجي المفاغرة المعوية تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، مما سيساهم في توفير الفرصة للممرضين السعوديين والممرضات السعوديات للانخراط في هذا المجال العلاجي المهم. وزاد : "قبل عشرين عاماً تقريباً، وتحديداً في عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين (1989م)، كان هناك جراح وحيد غير سعودي في التخصص الدقيق لجراحة القولون والمستقيم في المملكة. والآن - وبحمد الله - يوجد لدينا اثنا عشر جراحا سعوديا في جميع أنحاء المملكة، منهم سيدتان متخصصتان في هذا التخصص الهام. وهذا بفضل من الله ثم بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال تدريب الكوادر السعودية الطبية في أفضل المراكز العالمية، والذي سينعكس بصورة إيجابية علي مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين. واشار الدكتور القصبي الى ان المستشفى دعم مجال أمراض القولون والمستقيم على مدى السنوات الأخيرة ووصلت الزيادة في نسبة مرضى سرطان القولون والمستقيم المعالجين في مستشفى الملك فيصل التخصصي 200% في عام 2007م. وكشف عن قرب افتتاح مركزاً متكاملاً لأمراض الجهاز الهضمي بما فيها أمراض القولون والمستقيم يستخدم آخر ما توصل إليه العلم في مجال التنظير حيث سيقدم علاجات مثل إزالة الورم المبكر عن طريق المنظار، فحص الجهاز الهضمي بالاشعة الصوتية وأخذ العينات، وضع الدعامات لمناطق التضيق، استخدام المناظير المايكروسكوبيه لفحص أورام الجهاز الهضمي، وتنظير الأمعاء الدقيقة. وقال القصبي : تبين أن سرطان القولون والمستقيم هو أحد أكثر أنواع السرطان انتشاراً؛ إذ يأتي في المرتبة الأولى لدى الرجل السعودي، وفي المرتبة الثالثة لدى المرأة السعودية. مما يعني أن هناك حاجةً متزايدةً للمزيد من ممرضي المفاغرة المعوية والمثقفين المتخصصين في هذا المجال، بالإضافة لحاجتنا لسجل توثيقي للنوع الوراثي من هذا السرطان. وكان الحفل الخطابي بدأ بالقران الكريم ثم القى ضيف المؤتمر الإعلامي المعروف عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة العربية اعرب فيها عن شكره وتقدير للاطباء المعالجين لوالدته التي اصيب بسرطان القولون. واعتبر المرض من الأمراض الاكثر انتشارا بالمملكة، مؤكداً على أهمية التوعية الإعلامية في مكافحة هذا المرض والفحص المبكر. وطالب المؤسسات الصحية بفهم آلية العمل الإعلامي للاستفادة منها في إيصال الرسائل الصحية الى المجتمع بفعالية. وأكد أن وسائل الإعلام ترحب في استقبال وتقديم الرسائل التوعوية بشكل مجاني مساهمة منها في رفع مستوى الوعي المجتمعي، مشيرا الى أن الوسيلة الإعلامية ليست من تخصصها تقدم الرسالة الطبية بل تقوم فقط بنشرها عبر المختصين بالميدان الطبي. وشدد الراشد على أهمية وجود ضابط اتصال لنقل الرسائل ووضع اطر عمل للطرفين وهو ما يمكن عمله بسهوله. وقدر عدد المشاهدين محطات التلفزيون بالمملكة ما يقارب 15مليون مشاهد يومياً، لافتا إلى أهمية استخدام الوسائل الإعلامية المختلفة ومن أهمها الانترنت التي يحظى البعض منها بمتابعة بمليون ونصف يومياً. ودعا الراشد الى توعية وتثقيف الإعلاميين معتبرا ذلك جزء أساسي للوصول الى الناس، وكيفية وصولها بشكل سريع ومفيد. من جهته ذكر الدكتور ناصر الصانع رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر السعودي لجراحة القولون والمستقيم ان المملكة تشهد ارتفاعاً في نسبة الإصابة بالتهابات القولون والمستقيم نتيجة لعدة عوامل منها ما يرتبط بتغيير النمط المعيشي للسعوديين وعاداتهم الغذائية، ويعالج هذا النوع من الأمراض بعلاجات تقليدية كمشتقات الأسبرين والكورتيزون ومثبطات المناعة، لكن يوجد نوع جديد من الأدوية يطلق عليه اسم العلاج البيولوجي ويستخدم هذا العلاج الأجسام المضادة في التقليل من الالتهاب المصاحب لتلك الأمراض وبالتالي السيطرة على الأعراض والتخفيف من وطأتها، هذا النوع من العلاج لم يجد استخداما واسعا في المملكة حتى يومنا هذا ويحاول المؤتمر تسليط الضوء عليه ورفع مستوى معرفة الحضور من المجتمع الطبي به مما يعود بالفائدة على المرضى في المملكة. وقال الدكتور الصانع: أصبح يتوافر الآن إمكانية إزالة الأورام المبكرة من القولون بالمنظار الذي يدخل عن طريق فتحة الشرج، ويمكن الآن فحص القولون بالبيئة الافتراضية باستخدام الأشعة المقطعية، وكذلك إزالة القولون باستخدام المنظار وتوسيع التضيقات باستخدام دعامة معدنية ومعالجة عدم التحكم بعملية الإخراج باستخدام الحث الكهربائي. وفي ختام الحفل سلم المسرف العام على تخصصي الرياض درعا تكريمياً لضيف المؤتمر عبد الرحمن الراشد على حضوره ومشاركته في هذه المناسبة.