أخفقت حركتا (فتح) و(حماس) الفلسطينيتان للمرة الثانية في التوصل إلى اتفاق للتوقيع على المبادرة اليمنية. وبعد جولة مكوكية قادها وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي خلال اليومين الماضين للتوصل الى صيغة للاتفاق ترضي الطرفين، طلبت حركة (حماس) التأجيل مرة أخرى للتشاور مع قيادتها في الخارج. وقال القربي بعد لقاء ممثلي الحركتين في وزارة الخارجية ومن ثم في رئاسة الجمهورية أمس (السبت): توصلنا مع الإخوة في (حماس) الى صيغة نهائية بشان التوقيع على الاتفاق، لكن الإخوة في (حماس) طلبوا فرصة للتشاور مع الخارج. ولم يدل القربي بأي تفاصيل أخرى لكنه اكد ل"الرياض" ان اللقاء بين الوفدين سيستأنف اليوم الأحد. هذا وعلمت "الرياض" ان اليمن أكدت على أهمية وجود دور عربي يدفع الطرفين للتوقيع على الاتفاق حتى تتمكن من بذل مساعيها في التوفيق بين الطرفين. وبينما كانت (حماس) أعلنت عن شكوكها في إمكانية التوصل الى اتفاق مع (فتح) أبدى وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى صنعاء تشاؤماً في امكانية توصل الطرفين إلى اتفاق بعد فشلهما الخميس في الاتفاق على المبادرة التي تقدم بها اليمن. وقال العضو في لجنة الحوار بين الطرفين ل "الرياض" طالبا عدم الكشف عن اسمه :"أنا شخصيا عندي أمل ضعيف في أن الإخوة في (حماس) سيغيرون رأيهم بعد متابعتي لتصريحات ممثلي الحركة والتي عكست رفضا للمبادرة اليمنية"- على حد قوله. وأضاف المسوؤل الفلسطيني :"وجدت الإخوة في (حماس) أمس متأزمين ...لا اعرف لماذا طلبوا التأجيل إلى السبت..انا متخوف." وبينما تطالب (فتح) بموافقة (حماس) على المبادرة اليمنية على اعتبارها حلا للازمة الفلسطينية ترى (حماس) ان المبادرة تمثل نقاطا أولية لانطلاق الحوار بين الطرفين. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "تفاصيل المبادرة اليمنية قوبلت كنقاط للحوار وهذا ليس حبا منا لطول الحوار لكن كل بند فيها لابد أن يطبق بالحوار ومن هذه النقاط عودة الوضع إلى ما كان عليه في السابق .ففتح تسيطر على الضفة ونحن على القطاع . وهذا يتطلب حكومة وحدة وطنية تفرض سلطتها على القطاع والضفة الغربية .وأبو مازن هو الرئيس على القطاع والضفة .وهنا لابد من حوار لهذه النقطة كما لغيرها . كالأجهزة الأمنية التي يجب الاتفاق عليها ومرجعيتها وكلانا يرفض الفوضى". وكان وفدا منظمة التحرير وحركة (حماس) فشلا الخميس في التوصل إلى التوقيع على صيغة نهائية لمشروع اتفاق يقضي بموافقة الطرفين على المبادرة اليمنية المكونة من سبع نقاط لتحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) وحماس. وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت فشل المفاوضات مع (حماس) في العاصمة اليمنية صنعاء حول المبادرة التي قدمها الرئيس صالح في 24فبراير الماضي ،وسحب وفدها لكن عزام الاحمد اكد انه سيبقى في صنعاء بطلب من القيادة اليمنية. إلى ذلك توجه توجه وفد من حركتي (حماس) و(الجهاد الاسلامي) امس الى مصر لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، حول سبل التوصل الى تهدئة مع (اسرائيل) على ما اكد مصدر في اجهزة الامن المصرية. ورفض فوزي برهوم المتحدث باسم (حماس) اعطاء تفاصيل حول موضوع المحادثات. لكن مسؤولا في اجهزة الامن الفلسطينية قال انها ستشمل سبل التوصل الى تهدئة بين (اسرائيل) وحركتي (حماس) و(الجهاد). واوضح المصدر المصري لوكالة (فرانس برس) طالبا عدم كشف اسمه ان مساعدين لمدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيجريان محادثات مع وفد الحركتين عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة. وتأتي هذه المحادثات بعد زيارة قام بها المستشار السياسي لوزارة الحرب الاسرائيلية عاموس جلعاد الثلاثاء الماضي للقاهرة، حيث اجرى مباحثات مع اللواء عمر سليمان تناولت الوضع في قطاع غزة. وتبذل مصر في الفترة الاخيرة جهودا للتوصل الى تهدئة بين (اسرائيل) والناشطين في حركة (حماس) وذلك بضوء أخضر اميركي.