يبدأ نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني زيارة لتركيا غداً الاثنثن تستغرق يومين تأتي وسط جدل واسع حول الأهداف التي ترمي واشنطن إلى تحقيقها من خلال هذه الزيارة . وأكدت مصادر دبلوماسية تركية أن موضوع إرسال قوات تركية إلى جنوبأفغانستان يكون أحد المحاور الرئيسية لزيارة نائب الرئيس الأمريكي تشيني لأنقرة قائلة إن إرسال مثل هذه القوات سيحتاج إلى موافقة البرلمان لأن المذكرة الخاصة بإرسال قوات تركية إلى أفغانستان عام 2001لم تحدد مهام هذه القوات. في الوقت نفسه أشارت تقارير إعلامية إلى أن القوات التركية الجديدة سيتم نشرها في بلدة هيلماند التي تعرف بأنها واحدة من أهم معاقل تنظيم القاعدة في أفغانستان مشيرة إلى أن التضارب في التصريحات بين رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال يشار بيوك آنيت الذي استبق زيارة تشيني بتأكيده أن الجيش التركي لن يرسل جنديا واحدا من جنوده للقتال في أفغانستان، وتصريحات وزير الخارجية علي بابا جان في مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية أفغانستان رانجين دادفار سابنتا الأربعاء من أن الحكومة التركية ستعلن قراراها بشأن ارسال قوات إلى أفغانستان خلال أيام وأن تركيا عليها مسئوليات بموجب عضويتها في الناتو، يشير إلى أن تركيا لا تزال في مساومات مع الجانب الأمريكي . وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن تشيني أدخل تعديلات على جولته في المنطقة وقام بزيارة لأفغانستان مرجحة أن يكون السبب هو دراسة خطة نشر القوات التركية في أفغانستان، مشيرة إلى أن هذا الموضوع سيناقش كذلك خلال اجتماعات حلف شمال الأطلنطي "ناتو" في بروكسل في ابريل المقبل، ولكن بشكل غير مباشر. ومن المقرر، حسب المصادر الدبلوماسية أن ينقل تشيني إلى المسئولين الأتراك رغبة واشنطن في اشراك تركيا في الدرع الصاروخية في القوقاز وشرق أوروبا، لكن تركيا التي تربطها علاقات جيدة مع ايران تبدو حتى الآن مترددة في قبول هذا الأمر لكن مؤسستها العسكرية تعتبر أن امتلاك إيران للأسلحة النووية هو خطر لا تستثني تركيا منه . وبالنسبة لموضوع العراق ذكرت المصادر أن واشنطن تعول أهمية كبيرة على الدور التركي في العراق، ومن هناك كانت مساعدتها لتركيا في توجيه ضربات الى منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية في شمال العراق وفي عدم المساس بوضع مدينة كركوك، مشيرة إلى أن زيارة مسئول الملف العراقي بالخارجية التركية مراد أزجيلك ولقاءاته مع مسئولين عراقيين وأمريكيين الهدف منها التحضير لزيارة تشيني . وسيحتل الملف النووي الإيراني اهتماما كبيرا في مباحثات تشيني في أنقرة سواء مع الرئيس عبد الله جول أو رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أو رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال يشار بيوك آنيت، وتقول المصادر الدبلوماسية إن واشنطن تعلق أهمية كبيرة على دور تركيا كعامل توازن في المنطقة في مواجهة المد الايراني الكبير في العراق، وتطالب أنقرة بسياسة أكثر تشددا تجاه طهران . واعتبرت المصادر أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن في 5نوفمبر الماضي كانت مثلت نقطة فاصلة في العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، وأحدثت اختراقا في العديد من الموضوعات والملفات في المنطقة وفي رؤية واشنطن لتركيا كدولة ديمقراطية عضو في الناتو وتسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي .