نقلت صحيفة "الرياض" خبرين في عدديها 14405و 14406واللذين صدرا يومي الثلاثاء والأربعاء على التوالي الأسبوع الماضي، وكل منهما يناقض الآخر، ففي الثلاثاء أوردت لنا أن أطباء من مستشفى اليمامة تمكنوا من إنقاذ حياة طفل رضيع من الموت نتيجة تعرضه لنحو 55لسعة كي متفرقة غطت 5% من كامل جسده النحيل في بطنه وظهره، وفي اليوم التالي نقلت إلينا الصحيفة أن الطفل توفي وجاء المقالان بفارق 24ساعة فقط، وأوضح الخبر أن الطفل مات متأثراً بحالة جسده الذي تعرض ل 55كية والقارئ للمقالين يفهم منهما أن الكي كان سبب موته المباشر وهذا فيه نوع من عدم توضيح سبب آخر قد يكون سبب الوفاة. وذكرت الصحية أيضاً أن الطفل يعاني من نقص المناعة المزدوج حيث الخلايا والأجسام المضادة لديه فيها نقص وهذا مرض وراثي. نقول قد يكون أن سبب موت الطفل هو انتشار السل البقري في جسمه سيما وأن والدة الطفل ذكرت في المقال الأول أن طفلها كان يعاني من كحة. وهذه الحالة هي معروفة حيث إن الخلل المذكور أعلاه هو عادة ما يسبب عدم قدرة الجسم على مكافحة السل البقري المضعف الذي يعطى لكل طفل يولد في المملكة. والسل البقري يختصر ب BCG. نسبة للعلماء المطورين له. هو لا يؤذي الأطفال ولا الكبار ويستطيع الجسم الاستفادة منه حيث تتشكل الخلايا المناعية ضد السل الذي يصيب الإنسان. والسل البقري المضعف هو حقيقة مفيدة جداً في بعض الأحيان (أقول بعض الأحيان)، ويشكل الجسم منه حماية ضد السل الممرض عن طريق خلايا المناعية الذاكرة وهي خلايا قادرة على استعادة نشاطها إذا ما تعرض الإنسان لسل ممرض وبالتالي يمكن لهذه الخلايا وخلايا أخرى تستحث حينئذ مع عناصر أخرى يطلق عليها اسم سيتو كاينز من القضاء على جرثومة السل. ولكن إذا ما رجعنا لحالة الطفل محمد: بعض الأحيان يكون لدى الطفل حديث الولادة خلل جيني عندها لا يستطيع الجهاز المناعي لدى الطفل من تكوين عناصر مهمة يطلق عليها اسم مستقبلات، فبالتالي لا يستجيب للأجسام الغريبة والتي تدخل الجسم منها جرثومة السل البقري وفي هذه الحالة لا توجد استجابة من الجهاز المناعي ضد التطعيم وحالة محمد كما ذكر الدكتور المعالج ليست غريبة ولعله سبقها حالات عديدة وقد نشر عن بعض هذه الحالات ، ود.سامي حجار مع آخرين قد نشر عن حالة مماثلة منذ زمن ، وصحيح أن العلاج هو نقل نخاع وهذا هو علاج للاعتلال المناعي، ولكن يجب أن تعالج جرثومة السل البقري أولاً. وهذه الحالة وغيرها تجعلنا نتساءل إذا ما كان ضرورياً أن يتم فحص المواليد الجدد قبل إعطائهم التطعيم من أجل التأكد من أن تكون أجهزتهم المناعية قادرة على الاستفادة من التطعيم ولا يكون التطعيم سبباً في موتهم. ولعل البعض يتساءل عن عملية الفحص قد تكون مكلفة ولكن نقول إن موت طفل/ طفلة هو أكثر كلفة - لأنه باستطاعتنا إنقاذهم من الموت، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أريد أن أثير قضية التطعيم نفسه صحيح هو كما ذكرنا أعلاه قد يكون يشكل حماية ضد الدرن الممرض ولكن حقيقة لا توجد دراسة في السعودية تؤكد أو تنفي فعالية هذا التطعيم سيما وأنه لدينا حالات درن في أناس سبق لهم التطعيم وأخيراً قد يكون كي أم صفوق زاد الطين بلة كما يقولون ولكن حتماً ومن المعطيات المذكورة ليس الكي هو السبب الرئيسي في موت الطفل. @ عالم أبحاث