تتابع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها تأهيل وتطوير عمل جوالي الهيئة ورفع كفاءتهم وإكسابهم العديد من المهارات التي تمكنهم من قيامهم بواجبهم الوطني للحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة الفطرية بالمحميات الطبيعية بالمملكة من خلال تنفيذها لعدد من البرامج التدريبية للجوالين في مناطق عملهم التي كان آخرها البرنامج التدريبي التأسيسي للجوالين بمحمية الخنفة الذي نظمه مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالتعاون مع معهد حرس الحدود بالرياض واختتم فعالياته مؤخراً، بمشاركة 80جوالاً من محميتي الخنفة والطبيق. واشار مصدر مسؤول بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها الى أن الجزء الخاص بالتدريب العلمي البيئي للجوالين بهذا البرنامج تناول تعريفهم بالمبادئ الأساسية لعلوم البيئة والمحافظة على الطبيعة وأسباب إعلان المحميات والدور الذي يقوم به الجوال في تفعيل أنظمة حماية الحياة الفطرية بالمملكة، وتعريف الجوالين بدورهم حيال ادارة وتنظيم الزوار داخل المحميات الطبيعية، وتنفيذ برامج للتوعية البيئية لمختلف الجهات المتعاملة مع المحميات، وخاصة السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من المحميات الطبيعية، اضافة الى دورهم في ضبط المخالفات في نطاق المنطقة المحمية، وأيضاً كيفية كتابة التقارير عن عملهم، وكيفية قيام الجوالين بعمليات الرصد البيئي لأشكال الحياة الفطرية وللظواهر الطبيعية داخل المحميات التي يعملون بها. كمما تناول التدريب أهمية الدور الذي تلعبه السياحة البيئية في الحفاظ على الحياة الفطرية، وما تجلبه من منافع اقتصادية للسكان المحليين حول المحميات، ورفع الوعي البيئي حيث تم تدريب الجوالين على كيفية تنظيم جولات للسياحة البيئية، وكيفية الارشاد السياحي البيئي السليم داخل نطاق المحميات التي يعملون بها، ووضع خطط لإدارة واستغلال الموارد الطبيعية المتجددة داخل المحميات. وتضمن التدريب جزءاً مطولاً لمهارات العيش والنجاة في الصحراء في حال الفقدان او في حال التعرض لأي من مخاطر الصحراء، وعلى المبادئ العامة للبحث عن المفقودين داخل المحميات. أما الجزء العملي للتدريب والذي تولاه مدربون متخصصون من معهد حرس الحدود فقد اشتمل على تدريب الجوالون على الجوانب العملية والميدانية التي يحتاجها الجوالين في مجال عملهم كمهارات التعامل مع السلاح والرماية بالذخيرة الحية تمهيداً لتسليح الجوالين والذي تمت موافقة الجهات المختصة عليه والذي ستبدأ الهيئة في تطبيقه في القريب العاجل إن شاء الله. كما اشتمل التدريب على رفع مهارات الملاحة البرية للجوالين من خلال استخدام الخرائط وأجهزة الجي بي إس المتقدمة وعن طريق البوصلة التقليدية، بالإضافة الى مهارات الميدان وأعمال الدوريات كتسييرها والمراقبة والتمويه والتخفي وكيفية متابعة المخالفين وأثناء القبض والتفتيش، وكيفية استخدام اجهزة الاتصال اللاسلكية والصيانة الأولية للسيارات كالميكانيكا والمحافظة على المركبة واستخدامها والتدريب على العربات وأنواعها وكيفية التعامل معها في مختلف الظروف المناخية والبيئية. وضم البرنامج التدريبي دورة مكثفة للاسعافات الأولية الميدانية داخل المحميات عند التعرض للحوادث لاسمح الله في الصحراء. وقد عبر عدد من المتدربين الذين التحقوا بهذه الدورة عن سعادتهم واعتزازهم بخدمة دينهم ووطنهم من خلال التحاقهم بالعمل بالهيئة كجوالين يحافظون على ثروات الوطن الفطرية ورفعوا شكرهم لسمو الأمين العام للهيئة وللقائمين على هذه الدورة. وتجدر الاشارة الى ان محمية الخنفة تقع في شمال المملكة على الحافة الغربية لصحراء النفود الكبير شمال مدينة تيماء، وتبلغ مساحتها 20445كيلومتراً مربعاً، ومن أهم اشجارها الطلح والأرطي والغضا والأثل بالإضافة الى كثير من الشجيرات والاعشاب والحشائش. اما الحيوانات الموجود فيها أهمها ظبي الريم بالاضافة الى الثعالب والأرانب البرية والجرابيع وانواع من الطيور المستوطنة والمهاجرة من بينها الحبارى. اما محمية الطبيق فتقع في شمال غرب المملكة مع حدود المملكة الاردنية الهاشمية، وتبلغ مساحتها 12200كيلومتر مربع، وتمتاز بالوعورة حيث توجد جبال الطبيق في الجهة الغربية والوسطى يصل ارتفاعها الى 1388متراً بالإضافة الى الاودية والشعاب والخباري، ويعتبر الوعل من أهم الحيوانات الموجودة بالمحمية، ويوجد ايضاً الذئب العربي والثعالب والأرانب البرية اضافة الى بعض انواع الزواحف والطيور المستوطنة والمهاجرة.