سلطت الاحداث التي شهدها حي جبل المكبر واحياء اخرى في القدس الضوء عن الدور المتواطئ لشرطة الاحتلال الاسرائيلي في السماح لعصابات المستعمرين واليمين المتطرف في الوصول الى هذه الاحياء واستباحة الممتلكات الفلسطينية فيها. فعلى رغم اعلان هذه العصابات المسبقة لنيتها الوصول الى منزل منفذ عملية المعهد الديني اليهودي في غرب القدس لهدمه وترحيل اسرته، واعلان الشرطة "حالة الاستنفار" تمكنت هذه العصابات الى الوصول الى مبتغاها وحولت ممتلكات ومنازل المواطنين مسرحا لعربداتها واجرامها. ولم تتدخل شرطة الاحتلال الا بعد ان بدأ المواطنون المقدسيون بالتصدي لقطعان اليمين المتطرف ورشقهم بالحجارة، فهبت الى ابعادهم حماية لهم- أي المتطرفين- وفقا لما اكده اهالي جبل المكبر والقرى المقدسية الاخرى. هذا التواطؤ من قبل شرطة الاحتلال لم يكن اتهاما فلسطينيا فحسب، بل اسرائيلياً ايضا. ففي تقرير لها أمس، طالبت صحيفة "يديعوت" العبرية شرطة الاحتلال بالتحقيق في ما اسمته "القصور الذي سمح لعشرات من افراد اليمين المتطرف بأن يجتاحوا دون عراقيل منازل العرب وتحطيم كل ما وقع تحت ايديهم". وحسب الصحيفة فان قوات كبيرة من الشرطة انتشرت عصر أول من امس في جبل المكبر استعدادا لهذا الحدث المقرر عند الخامسة مساء. وما ان بدأوا بالوصول عند الخامسة والنصف، حتى قررت الشرطة تخفيف حجم قواتها. وبعد نصف ساعة أي في السادسة انطلق اكثر من مائتي متطرف يميني من اصل الف متطرف في مسيرة نحو القرية. ووفق المصدر التف المتطرفون على حاجز للشرطة ووصلوا الى اطراف جبل المكبر عبر متنزه (ارمون هنتسيف) المجاور. وعندما وصلوا الى منازل قرية الشيخ فاروق، التي توجد على مسافة نحو كيلومتر ونصف من قرية ابو دهيم، بدأت العربدة، والاعتداءات على المنازل والسيارات العربية، فيما علت الهتافات "الموت للعرب". ولم يسلم من ذلك حتى منزل مواطن سويسري يعمل لدى الاممالمتحدة والذي لم ينفع صراخه في منع الاعتداء على منزله. اما شرطة الاحتلال فقد احتاجها الامر دقائق طويلة حتى عادت الى القرية. وبعد اكثر من عشر دقائق سيطرت الشرطة على الاضطرابات. واصيب شرطيان واربعة متطرفين بجراح طفيفة واعتقل 22اخرون. ونقلت "يديعوت" عن احد السكان المقدسيين القول : "انه فقط، عندما لاحظ افراد الشرطة ان المستعمرين في ورطة، تدخلوا". من جانبه، اتهم عضو الكنيست العربي احمد الطيبي في اتصال مع "الرياض" شرطة الاحتلال بالتواطؤ مع غلاة اليمين لتنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وقال لو ان العرب هم من هاجم مستعمرة يهودية لكان الجرحى والقتلى منهم بالعشرات. اما المتطرفون فان الشرطة تتعامل معهم بقفازات حريرية. ولفت الى تصريحات ادلى بها الناطق باسم الشرطة الى التلفزيون الاسرائيلي "اعطوهم فرصة كي ينفسوا عن انفسهم - أي المتطرفين". وقال ان اليمين الاسرائيلي لا ينفس عن نفسه الا بالاعتداء على العرب وممتلكاتهم. واشار الى انه تقدم باقتراح لمناقشة هذه الاعتداءات التي نفذها المتطرفون وتصرف الشرطة في الكنيست. من جهة ثانية أغلقت قوات الاحتلال مساء أول من امس، بيت عزاء الشهيد علاء ابو دهيم في مقر نادي السواحرة الشرقية شرقي القدسالمحتلة. ودهمت آليات عسكرية اسرائيلية بيت العزاء الذي نظمته عشائر بلدة السواحرة، وقامت بتمزيق صور الشهيد ومصادرة الأعلام الفلسطينية، واحتجاز أقارب الشهيد وحوالي 70مواطنا تواجدوا في المكان.