شهد محافظ الدرعية صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن مؤخراً في شعيب الحيسية بالعيينة البرنامج البيئي "لا تترك أثراً"، بحضور المهندس أحمد بن عبدالله التويجري وكيل أمين منطقة الرياض لشؤون البلديات، وعبدالإله آل الشيخ المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة بمنطقة الرياض. وشاهد سموه جانباً من برنامج المسابقات الترفيهية التي ترمي إلى التخطيط لرحلات السياحية البيئية، والاختيار المسبق لمسارات السفر وأماكن التخييم، والتخلص من المخلفات والنفايات بطريقة سليمة، فضلاً عن المساهمة في الحد من الآثار السلبية لإشعال النار، والرفق بالمخلوقات الفطرية بكافة أنواعها، وترك كل شيء دون تغيير سواء عناصر طبيعية أو أثرية، واحترام مشاعر السكان المحليين والزوار الآخرين. وأشاد سموه في تصريح صحفي بمبادرة بلدية العيينة وهيئة السياحة وشركائها في تنظيم الفعالية الموجهة لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في العيينة. وقال محافظ الدرعية بأن التوعية واجبة على الجميع وضرورية للحفاظ على نظافة البيئة، كما عبر عن أسفه من عدم اكتراث بعض المتنزهين في رمي مخلفاتهم في حاويات النفايات المنتشرة في المواقع السياحية. وأكد بأن "كافة الجهات المشاركة في البرنامج تسعى لهدف واحد وهو الحفاظ على نظافة البيئة وكذلك تشجيع السياحة الداخلية، بالأمس قدم البرنامج في محافظة الغاط وهو اليوم في العيينة ونتمنى أن نراه ينفذ في باقي المدن والمحافظات". من جانبه وصف المهندس أحمد التويجري رمي بعض المتنزهين لمخلفاتهم في المواقع الطبيعية وعدم حفاظهم على البيئة ب"التصرفات الدخيلة على مجتمعنا". وأكد بأن الإحصاءات الرسمية في أمانة الرياض تتحدث عن أن المتنزهين يخلفون وراءهم في المواقع السياحية كالمتنزهات والصحاري كميات هائلة من النفايات " في منطقة الرياض عشرات المناطق الطبيعية والمتنزهات البرية الجميلة التي يرتادها الزوار والمصطافون في أوقات الشتاء والربيع بشكل مستمر، وتبذل بلديات ومحافظات المنطقة جهود كبيرة في إزالة مخلفات المتنزهين، بالرغم من توزيع أكياس النفايات والحاويات والمطبوعات التي تحث على المحافظة على نظافة المكان". مشدداً على أهمية التوعية بالمحافظة على البيئة. وأشاد ببرنامج "عين النظافة" الذي أطلقته أمانة منطقة الرياض "لقد سجل البرنامج نجاحاً كبيراً في هذا الجانب، حيث ساعد على توعية المواطنين والمقيمين بعدم رمي المخلفات، فقد فوجئ البعض بوجود مخالفات نظافة خلال تجديدهم أوراقهم الرسمية كالرخص والاستمارات". وذكر عبدالإله آل الشيخ المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة بمنطقة الرياض بأن هذه الفعالية تأتي ضمن فعاليات برنامج "لا تترك أثر" الذي تتبناه الهيئة في مجال التوعية بالسياحة البيئية. ونوه بمبادرة بلدية العيينة واهتمام رئيسها المهندس خالد الزيد بتنظيم هذه الفعالية بالمستوى المأمول. مشيرا إلى أن ذلك يأتي امتدادا لاهتمام أمانة منطقة الرياض وسمو أمينها ورئيس مجلس التنمية السياحية بمنطقة الرياض الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن بدعم مثل هذه الأنشطة السياحية والتعاون مع الهيئة العليا للسياحة في تنفيذ عدد من المشاريع والأنشطة المشتركة. وأعرب آل الشيخ عن شكره لشركة الاتصالات السعودية التي ترعى البرنامج وشركاء الهيئة في تنفيذ البرنامج. ويرى المخطط البيئي بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية المهندس عثمان بن عبدالرحمن لولن بأن البعض يساهمون في تدمير البيئة جهلاً منهم وليس قصداً. "هناك الكثير من الأنهار على سبيل المثال لم تعد مياهها صالحة للشرب، وكذلك التصحر وهي من أكبر المشاكل في البيئات الجافة وذلك بسبب الرعي الجائر والتنمية العشوائية للمدن التي تقضي على النباتات، والتلوث طال أيضاً البحار والغابات والاحتطاب في المملكة". وأكد المهندس عثمان بأن أغلب المواقع الطبيعية في المملكة تدهورت غير أن المواقع الجبلية لم تتأثر كثيراً من التدمير البيئي وذلك لصعوبة الوصول إليها. وقال بأن المملكة من أوائل الدول التي تبنت برنامج "لا تترك أثراً"، وأضاف بأن الحفاظ على البيئة هي واجب ديني "لقد استخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان في الأرض، والحفاظ على البيئة أمانة جميعنا مطالبون بأدائها". وأشار المهندس خالد الزيد رئيس بلدية العيينة والجبيلة بأن المتنزه الذي تبلغ مساحته 200مليون متر مربع يعتبر محمية وقد تبنت البلدية نظافته، لافتاً إلى أن المخلفات التي تجمعها البلدية من المتنزه أسبوعياً كبيرة جداً على الرغم من توزيع البلدية أكياس النفايات وأرجع ذلك إلى عدم وعي البعض بأهمية النظافة. وذكر بأن "أعداداً غفيرة من المواطنين ومقيمين يرتادون المتنزه الذي يبعد تقريباً 50كلم عن مدينة الرياض، أي أقل من نصف ساعة ويسهل التنقل فيه بالسيارات العادية فالمتنزهون لا يحتاجون إلى سيارات الدفع الرباعي لاستكشاف المتنزه، فضلاً عن توفر أبراج الاتصالات وقربه من الطرق السريعة". وقال مدير مشروع البرنامج بالهيئة العليا للسياحة عبد المجيد العمر بأن برنامج "لا تترك اثر" يسعى إلى تنمية الرحلات السياحية البيئية مع المحافظة على الطبيعية، وذلك عبر تطبيق مبادئ البرنامج للاستمتاع بالمناطق الطبيعية بدون الإضرار بمكوناتها النباتية والحيوانية والجغرافية والطبيعية والتراثية. وقال العمر بأن الهيئة "تسعى بالتعاون مع بلدية العينية والشركاء الآخرين وعبر "لا تترك أثر" إلى حماية ثروات المملكة الطبيعية، لتساهم في دورها في نمو حركة السياحة المحلية وبالأخص نمط السياحة البيئية، وذلك من خلال تشجيع السياحة البيئة المثالية والتقليل من الأضرار التي تسببها أنشطة الرحلات والإقامة في المناطق الطبيعية، دون التأثير على متعة الزوار والسياح وهواة الرحلات البرية". وكان حوالي 180طالباً من مختلف مدارس العيينة وعدد من المتطوعين شاركوا في البرنامج البيئي "لا تترك أثراً"، وذلك في منطقة شعيب الحيسية ((50 كم شمال غرب الرياض. وتتلخص مبادئ "لا تترك" أثر السبعة في: التخطيط المسبق للرحلات السياحية البيئية، والاختيار المسبق لمسارات السفر وأماكن التخييم، والتخلص من المخلفات والنفايات بطريقة سليمة، والمساهمة في الحد من الآثار السلبية لإشعال النار، والرفق بالمخلوقات الفطرية بكافة أنواعها، وترك كل شيء دون تغيير سواء عناصر طبيعية أو أثرية، واحترام مشاعر السكان المحليين والزوار الآخرين.