وسط جو من التشاؤم لا يبشر بالتوصل إلى حل يرضي جميع أطراف النزاع، تنطلق (اليوم) الأحد بضاحية منهاست بنيويورك الأمريكية الجولة الرابعة من المفاوضات حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو. وتذهب أحسن التوقعات تفاؤلا إلى تحديد جولة خامسة مع استمرار حالة الجمود في مواقف الطرفين. بينما يخشى المتتبعون لهذا الملف أن يدفع عدم الخروج بحل سياسي سلمي متوافق بشأنه إلى عودة التوتر العسكري وربما المواجهة المسلحة كما سبق أن هددت بذلك جبهة البوليساريو الانفصالية. ويغذي حالة التشاؤم من عدم التوصل إلى حل في هذه الجولة الرابعة تصريحات المبعوث الخاص الأممي في قضية الصحراء نفسه الهولندي بيتر فان والسوم. وكان هذا الدبلوماسي الأممي الذي قابل مؤخرا المسؤولين المغاربة والجزائريين والموريتانيين وقياديين من البوليساريو اختزل واقع قضية الصحراء في الوقت الحالي بقوله لم أتوصل بعد إلى حل. وهو ما يعني أن هذا الملف، الذي تشرف عليه الأممالمتحدة وترعى المفاوضات بشأنه بين أطراف النزاع، لم يراوح مكانه وأن هذه الهيئة الدولية المتخصصة في حل النزاعات لم تستطع بعد إيجاد أرضية مشتركة تكون منطلقا لحل متوافق بشأنه بين أطراف هذا النزاع. وخلال الجولات الثلاث الماضية من المفاوضات كما في لقاءاتهما مع المسؤولين الأمميين، أبدى المغرب وجبهة البوليساريو تشبثهما بمواقفهما في هذا النزاع. وفي الوقت الذي ترفض فيه الرباط أي حل يمس وحدة المغرب الترابية ويخرج عن إطار الحكم الذاتي الذي تقترحه، وهي في ذلك مدعومة من المجتمع الدولي بما فيه الجامعة العربية والذي وصف المبادرة المغربية بالجدية وذات المصداقية، تصر فيه جبهة البوليساريو على حل تقرير المصير مع إعطاء الإشارة إلى إمكانية قبولها بحكم ذاتي موسع شريطة تنازل الرباط عن بعض الأمور السيادية.