بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركين في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة أعمالها في العاصمة السنغالية "دكار" رسالة عبر من خلالها عن أمنيته في نجاح القمة، معبراً عن تطلع روسيا إلى التعاون الاستراتيجي مع العالم الإسلامي.. وحمل الرسالة رئيس الوفد الروسي المشارك في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.. حيث قال بوتين في رسالته: "تعتبر روسيا تعميق علاقات الصداقة والتعاون مع العالم الإسلامي نهجاً استراتيجياً.. وثمة أساس وطيد للتعاون كهذا إذ يقربنا التمسك بتعزيز المبادئ الجماعية والقانونية في العلاقات الدولية في ظل الدور المركزي لهيئة الأممالمتحدة".. وأضاف: إننا حلفاء في مكافحة الإرهاب وشتى أشكال التطرف السياسي والديني. وأكد قائلاً: من هنا يأتي توجيه السياسة الخارجية الروسية نحو إبداء المساعدة الفعالة للحل العادل للقضية الفلسطينية ولإنعاش الوضع في الشرق الأوسط عموماً.. كما قال: كما أننا نعتزم لاحقاً ايضاً بذل كل ما في وسعنا لاستئناف عملية التسوية الشاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي.. ونحن نرى أنه ينبغي أن يتم في النتيجة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقادرة على الحياة ويجب وضع حد لاحتلال الأراضي العربية واتاحة امكانية العيش في ظروف السلام والأمن والتعاون لكافة دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل.. وسوف نتابع كعهدنا دعم جهود العراقيين والمجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، الرامية إلى الحيلولة دون حدوث انشقاق طائفي في العراق ولتطويرالحوار بين شتى فئات المجتمع العراقي من أجل بلوغ وفاق وطني بخصوص القضايا المفصلية لمستقبل هذا البلاد. ولا يقل أهمية عن ذلك، حسب رأي الرئيس الروسي، الحل السلمي للقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تعزيز نظام عدم الانتشار واستقرار الوضع في منطقة الخليج.. وأشارت الرسالة إلى أن المقترحات الروسية المتعلقة بإنشاء منظومة الأمن والتعاون في هذه المنطقة موجهة نحو ذلك أيضاً.. وأعلن بوتين ان شراكة روسيا والعالم الإسلامي أمر ملح الآن خاصة عندما يتصاعد التوتر في العلاقات بين الحضارات.. وإننا قلقون بصدد خطر انقسام العالم حسب المبدأ الحضاري - الديني ومستعدون لمواجهة هذا الخطر بالجهود المشتركة. يذكر ان وفداً روسيا برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد مثل روسيا بصفتها عضواً مراقباً في المنظمة في هذا المؤتمر، وناقش لافروف مع رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة الجوانب المختلفة للعلاقات بين روسيا والبلدان الإسلامية. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت مؤخراً ان روسيا تعتبر تعميق علاقات الصداقة مع العالم الإسلامي نهجاً استراتيجياً بالنسبة لها، مشيرة إلى أن التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي يكتسب أهمية كبيرة في الوقت الحاضر.. كما تجدر الإشارة إلى أن روسيا التي يشكل المسلمون جزءاً كبيراً من سكانها، تتمتع بصفة مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام 2005م.