للولادة في الدراما ثقل يعادل ثقلها في الحياة الحقيقية إلا أننا لا نجد هذا الثقل إلا في الأعمال التي تعي معنى ودور الدراما فتحترم نفسها ومشاهديها، ومن النادر أن ترى في هذه الأفلام لقطة ولادة دون أن يكون لها معنى عميق ودور مؤثر ومحرك للعمل، حيث إن ولادة الطفل تستخدم لمقاصد عديدة ومتنوعة فأما أن تشير لك بولادة مرحلة أو عصر جديد، وإن كانت المولود أنثى وضاق الأهل تعرف حينها كيف ستكون معاملة الأنثى في هذا العمل أو ما هو دورها لتحصل على حقها في الحياة، يؤخذ المولود فيرمى في أحد الأماكن وهذا أيضاً مؤشر مختلف وهكذا، فالولادة لا تحضر عبطاً أو ارتجالاً للملأ مساحة يجب ملؤها بأي مشهد، وصوت الطفل المولود لا يأتي ليحتل صوت أخر عجز عن توفيره، معظم الأعمال الجادة تلعب الولادة فيها دوراً بطولياً رئيسياً لو حذف المشهد سيختل العمل أو تنقص معلوماته ويفقد رونق دلالته الفنية، وحقيقة لم أرَ هذا الفهم والوعي والحضور لمشهد الولادة في الأعمال العربية كما رأيته في الأعمال الأجنبية بكل الجنسيات، فمعظم الأعمال الأجنبية لو أضفنا لها الإيرانية تتعامل مع الولادة تعامل عارف بحجم وقيمة هذا المشهد، حتى أن مشهد الولادة وسماع صوت الطفل عند ولادته تربط المشاهد بعلاقة عاطفية أحياناً مع الطفل وأحياناً أكثر من الفيلم بأكمله.