استبعد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري احتمال قيام (اسرائيل) بشن عدوان جديد ضد لبنان وطمأن اللبنانيين أن الفتنة المذهبية لن تجد لها موطئا في بلدهم وشدد على ضرورة الاسراع في ايجاد تسوية داخلية مؤكدا التزام المعارضة اللبنانية بالمبادرة العربية ببنودها كافة وفي طليعتها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي جديد. وشدد بري على اهمية قانون الانتخاب في لبنان وقال في تصريح لصحيفة "السفير" أن أي تجاوز لقانون 1960الانتخابي وهو تنازل كبير من جانب حركة أمل وحزب الله والمعارضة لن يكون الا باتجاه دوائر أكبر وليس أصغر كما يريد البعض. وأضاف "نحن ننتظر ما ستقرره الاكثرية في هذا الشأن وعندما يقررون موقفهم النهائي من القانون سيكون هناك موقف موحد للمعارضة" مجددا القول ان قانون الانتخاب "هو بيت القصيد" وهو أهم وأخطر من قضيتي رئاسة الجمهورية والحكومة. إلى ذلك اعلنت قوى 14اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية النيابية الاثنين انها ستعقد اول مؤتمر لها في الذكرى الثالثة لقيامها، ستطرح خلاله وثيقة سياسية للنقاش هدفها دفع "الرأي العام" للمشاركة في تحديد "طبيعة الدولة". واوضحت الامانة العام لقوى 14آذار في مؤتمر صحافي انها ستعقد هذا المؤتمر تحت عنوان "ربيع لبنان 2008"، الجمعة المقبل في بيروت "للتأكيد على روح الرابع عشر من آذار الرافضة للغلبة والاستتباع وعلى ثقافتها المنفتحة على الجميع". وفي بيان تلاه النائب غازي يوسف اشارت الامانة العامة الى ان المؤتمر يشكل "محطة جديدة يشارك فيها اللبنانيون في تحديد الاهداف لتحقيقها وصولا الى تحديد طبيعة دولة الاستقلال الثاني وقيامها". وذكر البيان بان اللبنانيين في 14اذار/مارس 2005الذي شهد تظاهرة حاشدة حملوا اسمها "نجحوا للمرة الاولى في احداث تغيير سياسي كبير بطريقة سليمة". واضاف ان اللبنانيين "نجحوا في ارغام نظام حكم استبدادي على الانسحاب من دون اراقة دماء ومن غير تدخل عسكري او اجنبي" في اشارة الى انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان عام 2005بعد هيمنة استمرت نحو ثلاثة عقود. كما رأى البيان ان "اللبنانيين نجحوا للمرة الاولى في تاريخ المنطقة في سوق جريمة سياسية الى محاكمة" في اشارة الى المحكمة الدولية التي ستحاكم المتهمين باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005الذي كان احد ابرز عوامل تفجير "انتفاضة 14اذار". وأكد النائب السابق فارس سعيد ان مشاركة المستقلين "ستكون اساسية في المؤتمر"، موضحا انها "آلية مشاركة مفتوحة لكل اللبنانيين من دون استثناء في خلال ورشة عمل". وردا على اسئلة الصحافيين، صرح النائب سمير فرنجية ان المؤتمر "مبادرة في اتجاه الشعب اللبناني والرأي العام" وليس خطوة تنظيمية هدفها تحويل قوى 14اذار الى حزب موحد. وقال ان "غاية المؤتمر هي وضع ازمتنا في اطارها الداخلي والعربي والدولي وتحديد موقع حركة قوى الرابع عشر من آذار محليا وعربيا ودوليا". وتابع ان قوى 14آذار تحاول "خلق اوسع مشاركة لتحديد هذه الخيارات والحركة قائمة على شيء جديد في لبنان اسمه الرأي العام". واكد فرنجية على اهمية مبدأ المشاركة، موضحا ان "قوة قوى 14اذار تكمن في تنوعها (...) وليس لديها حزب قائد عنده حلول جاهزة". تشارك في المؤتمر قواعد احزاب قوى 14اذار وشخصياتها ومستقلون مع التركيز على قطاع الشباب محليا وفي الاغتراب وممثلين عن المجتمع المدني.