أكدت تركيا والعراق رفضهما للإرهاب وحمل السلاح بطريقة غير شرعية من جانب منظمة حز العمال الكردستاني الانفصالية . واتفق الرئيسان التركي عبدالله غول والعراقي جلال طالباني في مؤتمر صحفي مشترك عقد في أنقرة في ختام مباحثاتهما، على تصنيف منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية على أنها منظمة إرهابية. وقال الرئيس غول إنني أعرب عن أسف الشعب التركي تجاه سقوط الكثير من ضحايا الارهاب في العراق وأقدم التعازي لأسر الشهداء، وأؤكد أننا سنقف دائما مع الشعب العراقي من أجل التغلب على جميع مشاكله . وأضاف : "إن الشعب العراقي ذاق مرارة الإرهاب وأعتقد أن العراقيين يفهمون جيدا أن الإرهاب بلاء مشترك، ولهذا السبب فإننا نعتقد أن زيارة الرئيس العراقي لتركيا سيكون لها تأثير ايجابي كبير على جهود مكافحة الارهاب، كما سيقوم وزراؤنا بزيارات متبادلة هدفها تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب وفى شتى المجالات التي تخدم البلدين" وتابع: "إنه من غير المقبول من أي طرف أن يسمح بإيواء الارهابيين المسلحين داخل أراضي دولته، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يجب على من يحملون السلاح بالطرق غير الشرعية أن يتركوا أسلحتهم وأن يرضخوا للقانون" وذكر غول أن تركيا دولة ديمقراطية يصل مستوى الديمقراطية فيها إلى مستوى الدسمقراطيات في أوروبا، ولا يمكن أن تسمح تركيا أو أية دولة أخرى بحمل السلاح بطريقة غير شرعية. وأكد غول أن تركيا، تولي اهمية كبيرة لوحدة الأراضي العراقية ولسيادة العراق وترغب في أن ترى عراقا موحدا مستقرا تربطه علاقات جيدة مع جميع الدول المجاورة. واضاف أن تركيا تولي أيضا أهمية كبيرة لعلاقاتها مع العراق مشيرا إلى أنه يؤمن بأن تفعيل التعاون بين البلدين في مجال الطاقة سيكون أهم العوامل المؤثرة في تأسيس علاقات جيدة ومثالية بين البلدين، كما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة. من جانبه قال الرئيس العراقي جلال طالباني إننى اشكر الرئيس عبدالله غول لدعوته لى لتحقيق هذه الزيارة وإننى أذكر عندما كان الرئيس غول وزيرا للدولة ونحن في صفوف المعارضة العراقية ونذكر بكل الشكر والعرفان ما قدمه الرؤساء الأتراك والجيش والشعب التركي ووقوفهم معنا ضد الديكتاتورية في العراق. وأكد طالباني أن هدف زيارته لتركيا هو فتح الباب أمام إقامة علاقات استراتيجية متينة وثابة ودائمة بين البلدين قائلا إننا نرغب في تطوير العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والنفطية والأمنية ومختلف المجالات لجعلها علاقات تسهم في تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط. وقال الرئيس العراقي جلال طالباني إن العلاقات بين الشعبين التركي والعراقي علاقات تاريخية وممتدة إلى مئات السنين وتربطهما مصالح مشتركة ومصائب مشتركة، وأتمنى أن ينجح الوزراء العراقيون مع نظرائهم الأتراك في التوصل إلى أرضية ثابتة لإقامة علاقات متينة بين البلدين في مختلف المجالات. واضاف إننا نتطلع إلى مد خطوط لأنابيب النفط والغاز بين البلدين لأن التعاون في مجال الطاقة سيطور من العلاقات بين البلدين على نحو سريع. وأكد طالباني أن موقف العراق من الإرهاب واضح وأن الدستور العراقي يمنع أى عمل مسلح أو إيواء العناصر الارهابية والمسلحة على أراضي العراق، وهناك اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب، وهناك إعلان مشترك صدر عن البلدين منذ 20عاما يصنف منظمة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وقال إن الحل السياسي أو غير السياسي لمشكلة المنظمة هو أمر يخص تركيا في الدرجة الأولى، ولا يمكن ان نتدخل فيه، وسنبحث اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين، ونطالب عناصر المنظمة بالقاء السلاح أو تسليم أنفسهم حتى لا يتسببوا في مشاكل سياسية واقتصادية بين البلدين الجارين. واضاف أن الادارة الكردية في شمال العراق طالبت عناصر المنظمة بمغادرة المنطقة وتمارس ضغوطا على المنظمة إما لالقاء السلاح أو مغادرة شمال العراق، وأبلغت قيادات المنظمة بأن المنظمة تمثل مشكلة كبيرة في المنطقة. وتابع أن العراق كدولة مسلمة يرفض استخدام أراضيه لشن هجمات إرهابية على جيرانه، ولا يمكن ان نقبل مثل هذا الأمر. وتعهد طالباني بالعمل على الحفاظ على وحدة العراق وأرضه وشعبه قائلا :" إننى كرئيس للجمهورية اقسمت على أن أعمل من أجل الحفاظ على وحدة أراضى العراق وتضامن شعبه وحفظ سيادته واستقلاله". واكد طالباني أن عبارة " إننى لن أسلم قطة كردية لتركيا "لم ترد على لسانه، بل إنه قال: إنه لن يسلم قطة عراقية لتركيا، وذلك تعليقا على مطالبة تركيا في وقت سابق بتسليم قياديي منظمة حزب العمال الكردستاني مشيرا إلى أن تسليم عراقى واحد لتركيا، حتى لو كانت دولة صديقة، هو عمل ضد الدستور العراقي. وأشار طالباني إلى أنه وجه دعوة إلى الرئيس غول لزيارة بغداد ووعد بتلبيتها في أسرع وقت ممكن.