وقف في وسط السوق مجموعة من طلبة جامعة أستون البريطانية من قسم الدراسات الاجتماعية يحملون لوحات كتب عليها، "نقدم عناقا مجانياً"، ويعرضون على المارة أن يمنحوهم عناقاً. تعرفت عليهم "الرياض" للسؤال عن هذه الظاهرة الغريبة. فقال إدوارد باركر 20عاماً ، نشعر بأن الناس في بريطانيا أصبحوا غير ودودين، والناس تخشى التعبير عن محبتها. لذلك ناقشنا الموضوع في الكلية وخلصنا لضرورة كتابة دراسة موثقة حول المعانقة لنرى ردود فعل الناس. أنا أحد أربعة طلبة تبرعوا لعناق المارة من أجل الاستقصاء والبحث، رغم وجود محاذير مثل أن بعض الناس قد يكونون من حملة الأمراض، أو ممن لا يهتمون بالعناية الشخصية. لقد أمضيت اليومين الماضيين بمعانقة الناس في الشارع. اعتبر بعض الناس أننا غريبو الأطوار. لكن عليهم أن لا يستغربوا فنحن بحاجة للمزيد من المحبة في العالم. أنا مستعد أن أعانق كل من يسمح لي بعناقه. ولا يقلقني أن أصاب بالمرض أو العدوى. ولا يضيرني إن كان الشخص الذي يسمح لي بمعانقته شديد القبح، أو رائحته مؤذية، ولا أتوقع من كل إنسان أن يقوم بفحص طبي لنتمكن من معانقته. الطالب ديف إنغز 20عاماً قال ل"الرياض" "بحثنا يتطلب منا أن نقوم بتوزيع مناوبات العناق علينا، ونستبدل أماكننا كل ساعة". بينما قال ريتشارد فيرنان "أنا مستعد لمعانقة حتى من آذوني ويكرهونني، إن المعانقة هي علامة على المودة، تعانق الناس لتبرهن لهم كم أنت مهتم بأمرهم وكم هم يعنون لك. المعانقة شيء أرقى من ممارسة الجنس وأجمل". من ضمن الفريق فتاة رقيقة اسمها صوفي ( 19عاماً) عبرت عن حزنها ممن رفضوا معانقتها وقالت "بعض الناس آذوا مشاعري، عندما عرضت عليهم أن أعانقهم قالوا لي ومن يريد أن يعانقك، وقالوا لي كلاماً جارحاً. وأطلقوا ألقاباً بذيئة على الشباب الذين اقترحوا معانقتهم. لكن كل واحد منا عانق في اليوم الواحد ما معدله 73عناقاً، لكن الفتيات تلقوا عناقاً أكثر من الذكور. الذكور حصلوا على معدل حوالي 50عناقاً في اليوم فقط". وقال ريتشارد برنهام ( 20عاماً) "دراستنا كانت حول إظهار العواطف في المجتمع، لقد استنتجنا من البحث أن ردود فعل الناس متفاوتة تجاه موضوع العناق، بعض الناس قالوا أننا يجب أن نزيد من عادة العناق في المجتمع. والبعض الآخر رفض رفضاً باتاً أن يعانقه أحد من نفس جنسه، والبعض الآخر رفض العناق لأسباب دينية. لكننا بشكل عام كشعب بريطاني لا نميل إلى التعبير عن مشاعرنا".